الثَّالث: الكَمالُ في كلٍّ مِن الزَّوجيْنِ بأنْ يكونَ كلٌّ
منهما بالِغًا عاقِلاً حُرًّا.
«فإنِ اخْتلَّ شَرطٌ منها في أحَدِهما فلا
إحْصانَ لواحِدٍ منهُما» فلا يجِبُ عليه حدُّ المُحصَنِ وهوَ الرَّجْمُ وإنَّما
يجِبُ عليهِ الجَلدُ.
«وإذا زَنَى الحُرُّ غيرُ المُحصَنِ جُلِدَ
مَائةَ جلدَةٍ» لقوْلِه تَعالى: {ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجۡلِدُواْ
كُلَّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا مِاْئَةَ جَلۡدَةٖۖ ٍ} [النور: 2].
«وغُرِّبَ عَامًا» أي ويَجِبُ معَ الجلدِ تَغريبُه
عنِ البَلدِ مُدَّةَ عامٍ، لحَديثِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ
عليه الصلاة والسلام ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ، ضَرَبَ وَغَرَّبَ،
وَأَنَّ عُمَرَ، ضَرَبَ وَغَرَّبَ ([1]).
«ولو امرأة» أي فتُغرَّبُ معَ مَحرَمٍ.
«والرَّقيقُ خَمسينَ جَلدَةً» أي يُجلدُ الرَّقيقُ
إذا زَنى خَمسينَ جَلدَةً لقوْلِه تَعالَى: {فَعَلَيۡهِنَّ
نِصۡفُ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ مِنَ ٱلۡعَذَابِۚ} [النساء: 25]، والعذابُ
المَذكورُ في القُرآنِ مائَةُ جلدةٍ لا غيرَ. فدلَّتْ على أنَّ الرَّقيقَ إذا زَنى
يُجلَدُ خَمسينَ جَلدةً.
«ولا يُغرَّبُ» أي الرَّقيقُ؛ لأنَّ التَّغريبَ
إضرارٌ بسَيِّدِه.
«وحدُّ لوطيٍّ كزانٍ» الُّلوطيُّ: هوَ الَّذي يَعمَلُ عمَلَ قَوْمِ لُوطٍ. وحدُّه فاعِلاً أو مَفْعولاً به كحدِّ الزّاني؛ إن كانَ مُحْصَنًا رُجِمَ وإنْ كانَ غيرَ محصَنٍ جُلدَ مائَةَ جلدَةٍ وغرِّبَ عامًا، وهذا رِوايةٌ عن أحمَدَ،
([1])أخرجه: الترمذي رقم (1438).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد