يُرْجَعُ فِي الأَيْمَانِ إِلَى نِيَّةِ الحَالِفِ
إذَا احْتَمَلَهَا اللَّفْظُ، فَإِنْ عُدِمَتِ النِّيَّةُ رُجِعَ إِلَى سَبَبِ
اليَمِينِ وَمَا هَيَّجَهَا.
فَإِنْ عُدِمَ ذَلِكَ رُجِعَ إِلَى التَّعْيينِ. فَإِذَا حَلَفَ: (لاَ
لَبِسْتُ هَذَا القَمِيصَ) فَجَعَلَهُ سَرَاوِيلَ، أَوْ رِدَاءً أَوْ عمَامَةً
وَلَبِسَهُ، أَوْ: لاَ كَلَّمْتُ هَذَا الصَّبِيَّ؛ فَصَارَ شَيْخًا. أَوْ
زَوْجَةَ فُلاَنٍ هَذِهِ أَوْ صَدِيقَه فُلاَنًا أَوْ مَمْلُوكَهُ سَعِيدًا؛
فَزَالَتِ الزَّوْجِيَّةُ، وَالمِلْكُ، وَالصَّدَاقَةُ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ. أَوْ:
لاَ أَكَلْتُ لَحْمَ هَذَا الحَمَلِ؛ فَصَارَ كَبْشًا. أَوْ هَذَا الرُّطَبَ؛
فَصَارَ تَمْرًا أَوْ دِبْسًا أَوْ خَلًّا. أَوْ هَذَا اللَّبَنَ؛ فَصَارَ جُبْنًا
أَوْ كِشْكًا أَوْ نَحْوَهُ ثُمَّ أَكَلَهُ؛ حَنَثَ فِي الكُلِّ، إِلاَّ أَنْ
يَنْوِيَ مَا دَامَ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ.
****
«يُرْجَعُ فِي
الأَيْمَانِ إِلَى نِيَّةِ الحَالِفِ إِذَا احْتَمَلَهَا اللَّفْظُ»
أي: إذا احتمَل لفظ الحالف نيَّته فتَعلَّق يَمينُه بما نواه دونَ ما لفظ به
بشَرطِ احتمالِ اللَّفظِ لها، وأن يكونَ غير ظالمٍ لقولِه: صلى الله عليه وسلم «وَإِنَّمَا
لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1])، فمن نَوَى
بالسَّقْفِ السَّماءِ أو بالفِراشِ الأرض قُدِمَتْ نيَّته على عُمُومِ لفظِه.
«فَإِنْ عُدِمَتِ النِّيَّةُ رُجِعَ إِلَى سَبِبِ اليَمِينِ وَمَا هَيَّجَهَا». لأنَّ السَّببَ يدُلُّ على النِّيَّة، فمَن حَلفَ ليَقْضينَّ زيدًا حقّه غدًا فقضاه قبلَه لم يَحنَث إذا اقتضى سبب اليَمين أنَّ مرادَ الحالفِ أنَّه لا يتجاوزُ غدًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد