×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

«لاَ يَصِحُّ إلاَّ مِنْ بَالِغٍ عَاقِلٍ». هذا بيانُ مَن يصِحُّ منه النَّذْر، وهو من تَوفَّرَتْ فيه هذه الصِّفات: البُلوغُ والعَقلُ وعدمُ الإكراه، لقولِه صلى الله عليه وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ» ([1]) فدَلَّ على أنَّه لا يلزَمُ النَّذْرُ ممَّن ذُكِر؛ لرَفْعِ القلمِ عنهم.

«وَلَوْ كَافِرًا» أي: فيَصِحُّ النَّذرُ من الكافرِ إذا نذَرَ عبادةً لحديثِ عمر: إنِّي نذَرْتُ في الجاهليةِ أن أعتكِفَ ليلةً. فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ» ([2]).

«وَالصَّحِيحُ مِنْهُ خَمْسَةُ أَقْسَامٍ» أي والصَّحيحُ من النَّذرِ خمسةُ أقسامٍ وهي إجمالاً: النَّذْرُ المُطلَق، ونَذْرُ اللَّجاجِ والغَضَب، ونَذْر المُبَاح، ونَذْر المَعْصية، ونَذْرُ التَّبرُّر.

«المُطْلَقُ: مِثْلُ أَنْ يَقُولَ: لِلَّهِ عَلَيَّ نَذْرٌ وَلَمْ يُسَمِّ شَيْئًا. فَيَلْزَمُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ». هذا هو القِسْمُ الأوَّل وما يجِبُ فيه لقولِه صلى الله عليه وسلم: «كَفَّارَةُ النَّذْرِ إِذَا لَمْ يُسَمَّ كَفَّارَةُ يَمِينٍ» ([3]).

«الثَّانِي: نَذْرُ اللَّجَاجِ وَالغَضَبِ، وَهُوَ تَعْلِيقُ نَذْرِهِ بِشَرْطٍ يَقْصِدُ المَنْعَ مِنْهُ» أي: من الشَّرطِ المُعلَّق عليه النَّذر.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4398)، والترمذي رقم (1423)، والنسائي رقم (3432)، وابن ماجه رقم (2041).

([2])أخرجه: البخاري رقم (2043)، ومسلم رقم (1656).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (3323)، الترمذي رقم (1528)، والنسائي رقم (3832)، وأحمد رقم (17301).