كِتَابُ القَضَاءِ
****
وَهُوَ فَرْضُ كِفَايَةٍ. يَلْزَمُ الإِمَامُ أَنْ يَنْصِبَ فِي كُلِّ
إِقْلِيمٍ قَاضِيًا. وَيَخْتَارُ أَفْضَلَ مَنْ يَجِدُهُ عِلْمًا وَوَرَعًا
وَيَأْمُرُهُ بِتَقْوَى اللهِ، وَأَنْ يَتَحَرَّى العَدْلَ وَيَجْتَهِدُ فِي
إِقَامَتِهِ فَيَقُولُ: وَلَّيتُكَ الحُكْمَ أَوْ قَلَّدْتُكَ وَنَحْوَهُ،
وَيُكَاتِبُهُ فِي البُعْدِ. وَتُفِيدُ وِلاَيةُ الحُكْمِ العَامَّةِ: الفَصْلَ
بَيْنَ الخُصُومِ، وَأَخْذَ الحَقِّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالنَّظرَ فِي
أَمْوَالِ غَيْرِ المُرْشِدِينَ، وَالحَجْرَ عَلى مَنْ يَسْتَوْجِبُهُ لِسَفَهٍ
أَوْ فَلَسٍ، وَالنَّظرَ فِي وُقُوفِ عَمَلِهِ لِيَعْمَلَ بِشَرْطِهَا،
وَتَنْفِيذَ الوِصَايَةِ، وَتَزْوِيجَ مَنْ لاَ وَليَّ لَهَا، وَإِقَامَةَ
الحُدُودِ، وَإِمَامَةَ الجُمُعَةِ وَالعِيدِ. وَالنَّظرَ فِي مَصَالِحِ عَمَلِهِ
بِكَفِّ الأَذَى عَنِ الطُّرُقاتِ وَأَفْنِيَتِهَا وَنَحْوِهِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يُوَلَّى عُمومَ النَّظَرِ فِي عُمُومِ العَمَلِ،
وَيُولَّى خَاصًّا فِيهِمَا أَوْ فِي أَحَدِهِمَا
****
«كِتَابُ القَضَاءِ».
القَضَاء لغةً: إحكامُ الشَّيءِ والفراغُ منه ([1])، ومنه قولُه
تعالى: {فَقَضَىٰهُنَّ
سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ} [فصلت: 12].
واصطلاحًا: تَبْيينُ الحُكمِ الشَّرعيّ، والإلزامُ به، وفصلُ الخُصُومات ([2]).
([1])انظر: «القاموس المحيط» (ص: 1708).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد