«وَاليَمِينُ
المَشْرُوعَةُ اليَمِينُ بِاللهِ تَعَالَى» أي: هي اليَمين بِالله تعالى، فإذا
قَال الحاكم لمنكر: قل: وَالله لاَ حقَّ لَه عِندي، كفَى؛ لأنَّه صلى الله عليه
وسلم استحلف ركانَة بن عبد يزيد في الطَّلاق، فَقَالَ: وَاللهِ، مَا أَرَدْتُ
إلاَّ وَاحِدَةً ([1]). ولقولِه تعالى:
{فَيُقۡسِمَانِ
بِٱللَّهِ}
[المائدة: 106]، فمن أقسم بالله كفى.
«وَلاَ تُغَلَّظُ إلاَّ فِيمَا لَهُ خَطَرٌ» أي: لا تُغلَّظ اليَمين
إلاَّ فِيما له قَدر ومنزلة، كَجِناية لا توجِبُ قَودًا وعِتق ونِصاب زكاة
فلِلحَاكم تغْلِيظُها في ذلك.
وَتغليظ اليَمين تارة
يكون باللفظ كـ: «وَاللهِ
الذِي لاَ إِلَه إلاَّ هُوَ عَالِم الغَيب والشَّهَادة، الغَالب الطَّالب الضَّار
النَّافع الذي يعْلَم خائنة الأعين وما تُخفي الصُّدور».
وتارةً يكونُ تغْلِيظها
في الزَّمَان كأن يحلف بَعد العَصر، أو بَين الأذان والإقَامة. وتارةً يكون
تغليظُهَا بالمَكان كمكة المشرَّفَة. وبين الرُّكنِ والبَاب، وفي المدينة
بالرَّوضَة، وفي القدس عند الصَّخْرة. وفي بقية البِلاد عند منبر الجامع.
***
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2206).
الصفحة 3 / 413
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد