×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

 «وَاليَمِينُ المَشْرُوعَةُ اليَمِينُ بِاللهِ تَعَالَى» أي: هي اليَمين بِالله تعالى، فإذا قَال الحاكم لمنكر: قل: وَالله لاَ حقَّ لَه عِندي، كفَى؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم استحلف ركانَة بن عبد يزيد في الطَّلاق، فَقَالَ: وَاللهِ، مَا أَرَدْتُ إلاَّ وَاحِدَةً ([1]). ولقولِه تعالى: {فَيُقۡسِمَانِ بِٱللَّهِ} [المائدة: 106]، فمن أقسم بالله كفى.

«وَلاَ تُغَلَّظُ إلاَّ فِيمَا لَهُ خَطَرٌ» أي: لا تُغلَّظ اليَمين إلاَّ فِيما له قَدر ومنزلة، كَجِناية لا توجِبُ قَودًا وعِتق ونِصاب زكاة فلِلحَاكم تغْلِيظُها في ذلك.

وَتغليظ اليَمين تارة يكون باللفظ كـ: «وَاللهِ الذِي لاَ إِلَه إلاَّ هُوَ عَالِم الغَيب والشَّهَادة، الغَالب الطَّالب الضَّار النَّافع الذي يعْلَم خائنة الأعين وما تُخفي الصُّدور».

وتارةً يكونُ تغْلِيظها في الزَّمَان كأن يحلف بَعد العَصر، أو بَين الأذان والإقَامة. وتارةً يكون تغليظُهَا بالمَكان كمكة المشرَّفَة. وبين الرُّكنِ والبَاب، وفي المدينة بالرَّوضَة، وفي القدس عند الصَّخْرة. وفي بقية البِلاد عند منبر الجامع.

***


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (2206).