×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

وَعَلَى الأبِ أنْ يَسْتَرْضِعَ لِوَلَدِهِ، ويُؤدِّيَ الأُجْرَةَ، ولا يَمْنَعُ أُمَّهُ إِرْضَاعَهُ. وَلا يَلْزَمُها إِلاَّ لِضَرُورَةٍ، كخَوْفِ تَلَفِهِ. ولَها طلَبُ أُجْرَةِ المِثْلِ. ولوْ أَرْضَعَهُ غيرُها مَجَّانًا، بائِنًا كانَتْ أو تحْتَهُ. وإن تزوَّجَتْ آخَرَ فلَهُ منْعُها مِن إرضاعِ ولَدِ الأوَّلِ ما لم يَضْطَرَّ إِلَيْها.

****

«وَعَلَى الأَبِ أَنْ يَسْتَرْضِعَ لِوَلَدِهِ» أي: يَجِبُ عليهِ أنْ يطْلُبَ لِولَدِهِ مَنْ يُرْضِعُهُ إذا عُدِمَتْ أُمُّهُ أو امتنعَتْ مِن إِرضاعِهِ؛ لقولِه تعالى: {وَإِن تَعَاسَرۡتُمۡ فَسَتُرۡضِعُ لَهُۥٓ أُخۡرَىٰ} [الطلاق: 6]، أي: فاستَرْضِعُوا لَهُ أُخْرَى، فدلَّتْ علَى وُجوبِ الاستِرْضاعِ لِوَلدِهِ.

«وَيُؤَدِّيَ الأُجْرَةَ» أي: ويجبُ عليهِ دَفْعُ أُجْرَةِ المُرضِعَةِ؛ لأنَّها في الحقيقةِ نفقَةٌ للطِّفْلِ لتولُّدِ اللَّبنِ مِن غِذائِها.

«وَلاَ يَمْنَعُ أُمَّهُ إِرْضَاعَهُ» أي: لا يمْنَعُ الأبُ أُمَّ الطِّفْلِ مِن إِرْضاعِهِ؛ لِقولِه تعالى: {وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ} [البقرة: 233]، وَلأنَّها أَشْفَقُ، ولَبنُها أَمْرَأُ.

«وَلا يَلْزَمُها إلاَّ لِضَرُورَةٍ كَخَوْفِ تَلَفِهِ» أي: إِرْضاعُ ولدِها، إلاَّ إِذا اضطرَّ إليْهَا؛ لقولِهِ تعالى: {وَإِن تَعَاسَرۡتُمۡ فَسَتُرۡضِعُ لَهُۥٓ أُخۡرَىٰ} [الطلاق: 6]، فدَلَّتْ عَلَى أنَّهَا لا تُجْبَرُ، فإِنْ خِيفَ تَلَفُهُ إِذا لَمْ تُرْضِعْهُ، كأنْ لَمْ يَقْبَلْ ثَدْيَ غيْرِها؛ لَزِمَها إِرْضَاعُهُ؛ لأنَّهُ إِنقَاذٌ مِن هَلَكَةٍ.

«وَلَها طَلَبُ أُجْرَةِ المِثْلِ. وَلَوْ أَرْضَعَهُ غَيْرُهَا مَجَّانًا، بَائِنًا كانَتْ أَوْ تَحْتَهُ» أيْ لِمَنْ أرْضَعَتْ ولَدَها المُطالَبَةُ بأُجْرَةِ مِثلِها للرَّضاعَةِ؛ لقوله تعالى: {فَإِنۡ أَرۡضَعۡنَ لَكُمۡ فَ‍َٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} [الطلاق: 6].


الشرح