×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

وَما عدا ذلك مِنَ الجِراحِ وكَسْرِ العِظامِ ففيهِ حُكومَةٌ، والحُكومَةُ: أنْ يُقَوَّمَ المَجْنِي عليهِ، كأنه عَبدٌ لا جِناية بِه. ثُمَّ يُقَوَّمُ، وهيَ به قد بَرِئَتْ، فما نَقَصَ مِن القِيمَةِ فله مِثْلُ نِسبَتِه من الدِّيَةِ، كأنْ كانَ قيمَتُه عبدًا سليمًا سِتِّينَ. وَقِيمتُه بالجنايةِ خَمْسِينَ؛ ففِيه سُدْسُ دِيَتِهِ. إلاَّ أنْ تَكُونَ الحُكومَةُ في مَحَلٍّ له مُقَدَّرٌ فلا يَبْلُغُ بِها المُقَدَّرُ.

****

«الجامِعُ لِعَظْمَيِ الزَّنْدِ» الزَّنْدُ: مَفْصِلُ الذِّراعِ مِنَ الكَفِّ، ويتكَوَّنُ مِن عَظْمتَيْنِ: أحَدُهما الكُوعُ، والثَّانِي الكُرْسُوع، ويُقالُ لِكُلِّ واحدٍ مِنهما: زَنْدٌ، وإذا كُسِرَ أحدُهما ففيهِ بَعِيرانِ، وإذا كُسِرا جَمِيعًا ففيهما أرْبَعَةُ أبْعِرَةٍ.

«والعَضُدِ» أَيْ: ويَجِبُ في كسْرِ العَضُدِ.

«والفَخِذُ، والسَّاقُ إذا جُبِرَ ذلك مُستقِيمًا بَعِيرانِ» أَيْ: في كُلٍّ مِن هذِه العِظامِ المَذكُورةِ وهي: الضِّلَعُ، والتَّرْقُوتانِ، والزَّنْدانِ، والسَّاعِدُ، والعَضُد، والفَخِذُ، والسَّاقُ بَعيرانِ؛ لِمَا رَوَى سَعِيدٌ عن عمْرِو بن شُعيبٍ: أنَّ عمرَو بنَ العاصِ كَتَبَ إلى عُمَرَ فِي أَحَدِ الزَّنْدَيْنِ إذا كُسِرَ؛ فكَتَبَ إليه عُمرُ أنَّ فيه بعيرَيْنِ، وإذا كُسِرَ الزَّنْدانِ ففِيهما أرْبَعةٌ من الإبلِ. ولم يظْهَرْ له مُخالِفٌ مِن الصَّحابَةِ فكانَ إجماعًا ([1]).

«وَما عَدا ذلك مِن الجِراحِ وكَسْرِ العِظامِ فَفِيهِ حُكُومَةٌ»؛ لأنَّهُ لم يَرِدْ فيه تقدِيرٌ.


الشرح

([1])انظر: «المغني» (12/ 174).