×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

والمُحصَنُ هنا: الحرُّ المُسلمُ العاقِلُ العَفيفُ المُلتَزِمُ الَّذي يُجامِعُ مِثْلُه. ولا يُشْتَرطُ بُلُوغُه. وصريحُ القَذفِ: يا زاني، يا لُوطيُّ ونحْوُه. وكِنايَتُه: يا قَحبةُ، يا فاجرةُ، يا خبيثةُ، فضَحْتِ زوجَكِ أو نكَّسْتِ رأْسَه. أو جعَلَتِ له قُرونًا ونحْوُه وإنْ فسَّرَه بغيرِ القَذفِ؛ قُبِلَ، وإن قَذَفَ أهْلَ بلدٍ أو جماعةً لا يُتصوَّرُ منهم الزِّنى عادَةً عُزِّرَ. ويَسقُطُ حدُّ القَذفِ بالعَفوِ ولا يُستَوْفَى بدُون الطَّلبِ.

****

  «والمُحصَنُ هنا» أي والمرادُ بالمُحصنِ في بابِ القَذفِ، بخِلافِ المُحصنِ في بابِ الزِّنى.

«الحرُّ المُسلمُ العاقلُ العَفيفُ» أي العفيفُ عنِ الزِّنى.

«المُلتزِمُ الذي يُجامِعُ مِثْلُه» فتَحصَّلَ أنَّ المُحصنَ في بابِ القَذفِ مَن كانَ فيه خَمسةُ شُروطٍ: الحُرِّيَّةُ، والإسلامُ، والعقلُ، والعَفافُ، وأن يُجامِعَ مِثْلُه. وأمَّا قوْلُه: «المُلتزِمُ» فغَيرُ وجِيهٍ؛ لأنَّه يَكْفي عنه قوْلُه: «المُسلمُ»، وقوْلُه: «الذي يُجامِعُ مثله» أي: كابْنِ عشْرٍ وبنتِ تِسعٍ.

«ولا يُشترطُ بُلوغُه» هذا على روايةٍ عنِ الإمامِ أحمدَ، فيَكفي كوْنُه يُجامِعُ مِثْلُه كابنِ عَشرٍ وبِنتِ تِسعٍ، والرِّوايةُ الثَّانيةُ: يُشترَطُ بُلوغُه ([1]).

«وصريحُ القَذفِ» ألفاظُ القَذفِ قِسمانِ: ألفاظٌ صَريحةٌ وألفاظُ كنايةٍ، فالصَّريحُ: ما لا يَحتَمِلُ غيرَ الزِّنى، والكِنايةُ: ما تَحتمِلُه وتحتَمِلُ غيرَه.


الشرح

([1])انظر: «الإنصاف» (10/ 204).