×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

«ثمَّ خُلِّيَ» أي خُلِّيَ سَبيلُه فلا يُحبَسُ ولا يُنفَى.

«فإن لم يُصِيبُوا نَفْسًا ولا مالاً يَبلُغُ نِصابَ السَّرقةِ» أي لم يَحصُلْ منَ المُحارِبينَ قَتلٌ ولا أخْذُ مالٍ لكنَّهم أخافوا الطَّريقَ.

«نُفُوا بأن يُشرَّدُوا فلا يُترَكونَ يَأوُونَ إلى بَلَدٍ» هذهِ عُقوبَتُهم، وهيَ النَّفيُّ والتَّشريدُ منَ البلادِ والمُطارَدَةُ حتَّى تَظْهَرَ تَوبَتُهم.

·       فائدة:

تبيَّن ممَّا سبَقَ أنَّ عُقوبَةَ قُطَّاعِ الطَّريقِ تَختَلِفُ باختلافِ جرائِمِهم على النَّحْو التَّالي:

أولاً: إذا قَتَلُوا وأخَذُوا المالَ قُتِلُوا وصُلِبُوا.

ثانيًا: إذا قَتَلُوا ولم يأخذوا المالَ قُتِلُوا ولم يُصْلَبُوا.

ثالثًا: إذا أَخذوا المالَ ولم يَقْتُلوا قُطِعَ من كلِّ واحِدٍ منهم يَدُه اليُمْنى ورِجْلُه اليُسْرى.

رابعًا: إذا لم يَقْتلوا ولم يَأخُذوا المالَ لكنْ أخافُوا المارَّةَ، نُفُوا منَ الأرضِ وشُرِّدُوا.

ودليلُ هذهِ الأحكامِ الأربعةِ قوْلُه تَعالى: {إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ} [المائدة: 33].


الشرح