ومَن تابَ مِنهم قَبْلَ أن يُقدَرَ عليهِ؛ سَقطَ
عنهُ ما كانَ للهِ مِن نَفْيٍ وقَطعٍ وصَلبٍ وتَحتُّمِ قَتلٍ. وأُخِذَ بمَا
للآدِميِّينَ مِن نَفسٍ وطَرَفٍ ومالٍ إلاّ أن يُعفَى لهُ عَنها. ومَن صالَ على
نَفْسِه أو حُرْمَتِه أو مالِه آدَميٌّ أو بَهيمةٌ فلهُ الدَّفعُ عن ذلكَ بأسهَلِ
ما يَغْلِبُ على ظنِّه دَفْعُهُ به. فإن لمْ يَندَفِعْ إلاّ بالقَتْلِ فلهُ ذلكَ
ولا ضمانَ عليه. فإن قُتِلَ فهوَ شَهيدٌ. ويَلْزَمُه الدَّفعُ عن نَفْسِه
وحُرْمَتِه دُونَ مالِه. ومَن دخَلَ مَنزِلَ رَجلٍ مُتلَصِّصًا فحُكْمُه كذلكَ.
****
«ومَن تابَ مِنهم»
أي منَ المُحاربِينَ عَن قَطعِ الطَّريقِ.
«قبلَ أن يُقدَرَ عليه» أي قبلَ أن يُلْقَى
عليهِ القَبْضُ.
«سَقَطَ عنه ما كانَ للهِ» أي منَ العُقوباتِ.
«مِن نَفْيٍ وقَطْعٍ وصَلْبٍ وتَحتُّمِ قتْلٍ» لقوْلِه تَعالى: {إِلَّا ٱلَّذِينَ
تَابُواْ مِن قَبۡلِ أَن تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهِمۡۖ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ} [المائدة: 34].
«وأُخِذَ بمَا للآدَميِّينَ مِن نَفْسٍ وطَرَفٍ
ومالٍ إلاَّ أن يُعْفَى له عَنها» لأنَّ حُقوقَ الآدَميِّينَ لا تَسقُطَ بالتَّوبَةِ
إلاَّ إذا عفوا عنها؛ لأنَّ مَبْناها على المُشاحَّةِ.
«ومن صالَ على نَفْسِه أو حُرمَتِه» كَأُمِّه وأُخْتِه
وزَوجَتِه.
«أو مالِه آدَميٌّ أو بَهيمَةٌ» أي صالَ عليه آدميٌّ أو
بَهيمةٌ.
«فلهُ» أي المَصولُ عليهِ.
«الدَّفعُ عن ذلكَ» لأنَّه لو مُنعَ منَ الدِّفاعِ
لأدَّى ذلكَ إلى تَلَفِه وأذِيَّتِه في نَفْسِه أو حُرمَتِه أو مالِه، ولتَسَلَّطَ
النَّاسُ بَعضُهم على بَعضٍ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد