×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

الثَّالِثُ: إِرْسَالُ الآلَةِ قَاصِدًا. فَإِنِ اسْتَرْسَلَ الكَلْبُ أَوْ غَيْرُهُ بِنَفْسِهِ؛ لَمْ يُبَحْ إِلاَّ أَنْ يَزْجُرَهُ فَيَزِيدُ فِي عَدْوِهِ فِي طَلَبِهِ فَيَحِلُّ.

الرَّابِعُ: التَّسْمِيَةُ عِنْدَ إِرْسَالِ السَّهْمِ أَوِ الجَارِحَةِ. فَإِنْ تَرَكَها عَمْدًا أَوْ سَهْوًا لَمْ يُبَحْ، وَيُسَنُّ أَنْ يَقُولَ مَعَهَا: اللهُ أَكْبَرُ، كَالذَّكَاةِ.

****

 {وَمَا عَلَّمۡتُم مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ} [المائدة: 4]، وهي الكلابُ والصُّقُور وأشْبَاهُها.

وتعليمُ الكلبِ بثلاثةِ أشياء: أنْ يسترسِلَ إذا أُرسِل، ويَنزَجِر إذا زُجِر، وإذا أَمسَكَ لم يأكُل.

وتعليمُ صقرٍ بشَيْئَين: أنْ يَسترْسِلَ إذا أُرسِل، ويَرجِع إذا دُعِي.

«الثَالِثُ» أي: الشَّرط الثَّالث من شُروطِ إباحةِ الصَّيدِ المقتولِ بالاصطياد.

«إِرْسَالُ الآَلَةِ قَاصِدًا» أي: قاصِدًا للصَّيدِ عند إرسالِها، فلو سَقط السَّيفُ من يدِه فقَتَل صَيدًا لم يَحِلّ؛ لأنَّ قصدَه شَرْطٌ في إِباحتِه.

«فَإِنِ اسْتَرْسَلَ الكَلْبُ أَوْ غَيْرُهُ بِنَفْسِهِ؛ لَمْ يُبَحْ» أي: لم يَحِلْ مَا صادَه لقولِه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلْ» ([1])، فدلَّ على القَصْد.

«إِلاَّ أَنْ يَزْجُرَهُ فَيَزِيدُ فِي عَدْوِهِ فِي طَلَبِهِ فَيَحِلُّ» أي: يحِلُّ ما صادَه؛ لأنَّ زجرَه أثَّر في عَدْوِه، فصار كما لو أَرْسَله.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (175)، ومسلم رقم (1929).