×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الرابع

ثانيًا: أن تكونَ على أمرٍ مُسْتقبل، يَخرُجُ بذلك الشَّيءُ الماضي؛ لأنَّه لا يُمكِنُ فيه الحِنْث.

ثالثًا: أن يكونَ المحلوفَ عليه مُمْكِنًا، يَخرُجُ بذلك المُستحيلُ فإنَّه لا يُمكِنُ فيه الحِنْث.

«فَإِنْ حَلَفَ عَلَى أَمْرٍ مَاضٍ كَاذِبًا فَهِيَ الغَمُوسُ». سُمِّيَت بذلك لأنَّها تَغْمِسُه في الإِثمِ ثُمَّ في النَّار. وهذا مُحْتَرَز قولُه: «عَلَى أَمْرٍ مُسْتَقْبَلٍ». واليَمينُ الغَمُوسُ لا كفَّارةَ فيها؛ لأنَّها من الكبائرِ وهي أعظمُ من أنْ تُكفَّر.

«وَلَغْوُ اليَمِينِ: الذِي يَجْرِي عَلَى لِسَانِهِ بِغَيرِ قَصْدٍ» أي: هو اللَّفظُ الذي يَجرِي على لسانِ الإنسانِ من غيرِ أنْ يَقصِدَه.

«كَقَوْلِهِ: لاَ وَاللهِ. وَبَلَى وَاللهِ» أي: كأنْ يقول في أثناءِ كلامِه ما ذكر لحديثِ عائشةَ رضي الله عنها: «اللَّغْوُ فِي الْيَمِينِ: كَلاَمُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ لاَ وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ» ([1]).

«وَكَذَا» أي: ومن لَغْو اليَمين أيضًا.

«يَمِينٌ عَقَدَهَا يَظُنُّ صِدْقَ نَفْسِهِ فَبَانَ بِخِلاَفِهِ». فهي لَغوٌ غَيرُ مُنعقِدَة.

«فَلاَ كَفَّارَةَ فِي الجَمِيعِ» أي: في جميعِ صُورِ لَغوِ اليمين، لقولِه تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَيۡمَٰنَۖ} [المائدة: 89] أي: لا يُعاقِبُكم ولا يُلزِمُكم بمَا صَدَر منكم من الأَيْمانِ التي لم تَقصدُوها، بل تجري على ألسنتِكم.


الشرح