وَالعُرْفِيُّ: مَا اشْتَهَرَ مَجَازُهُ فَغَلَبَ
عَلَى الحَقِيقَةِ كَالرَّاوِيَةِ وَالغَائِطِ وَنَحْوِهِمَا. فَتَتَعَلَّقُ
اليَمِينُ بِالعُرْفِ. فَإِذَا حَلَفَ عَلَى وَطْءِ زَوْجَتِهِ أَوْ وَطْءِ دَارٍ
تَعَلَّقَتْ يَمِينُهُ بِجِمَاعِهَا وَبِدُخُولِ الدَّارِ. وَإِنْ حَلَفَ لاَ
يَأكُلُ شَيْئًا فَأَكَلَهُ مُسْتَهْلَكًا فِي غَيْرِهِ كَمَنْ حَلَفَ لاَ يَأكُلُ
سَمْنًا فَأَكَلَ خَبِيصًا فِيهِ سَمْنٌ لاَ يَظْهرُ فِيهِ طَعْمُهُ. أَوْ لاَ بَيْضًا
فَأكَلَ نَاطِفًا لَمْ يَحْنَثْ. وَإِنْ ظَهَرَ طَعْمُ شَيءٍ مِنَ المَحْلُوفِ
عَلَيهِ؛ حَنَثَ.
****
بدليلِ قولِه تعالى: {مُحَلِّقِينَ
رُءُوسَكُمۡ}
[الفتح: 27] مع أنَّ الحالِقَ غيرُهم. فدلَّتْ الآيةُ على أنَّ فِعلَ الوكيلِ
يُضافُ إلى المُوكِّل.
«إِلاَّ أَنْ يَنْوِيَ مُبَاشَرَتَهُ بِنَفْسِهِ». فتُقدَّم نيَّتُه؛
لأنَّ لفظَه يحتمِلُه.
«وَالعُرْفِيُّ» أي: والقِسْم الثَّالث من أقسامِ
الاسم: العُرْفيُّ.
«مَا اشْتَهَرَ مَجَازُهُ فَغَلَبَ عَلَى
الحَقِيقَةِ» أي: غَلَب على الحقيقةِ والمَجَاز: استعمالُ الكلمةِ في غيرِ ما وضعت له
لعلاقةٍ مع قرينةٍ مانعةٍ من إرادةِ المعنى الأصلي ([1]).
«كَالرَّاوِيَةِ». فالرَّاوية في العُرْف:
اسمٌ للمُزَادة التي يُوضَعُ فيها الماء، وفي الحقيقة: اسمٌ للجَمَلِ الذي يُستقَى
عليه.
«وَالغَائِطِ». الغائط في العُرْف: اسمٌ
للخارجِ المُسْتَقْذَر. وفي الحقيقة: اسمٌ لفناءِ الدَّار وما انخفَضَ من
الأرض.
«وَنَحْوِهِمَا». ممَّا غلَبَ فيه العُرْف على الحقيقةِ وهو كثير.
([1])انظر: «التعريفات» (ص: 259)، و«شرح الكوكب المنير» (1/ 154).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد