قال
المؤلِّف رحمه الله: وذلك أن السنَّة والجَمَاعة قد أَحْكَمَا أمرَ الدِّين كُله، وتَبَيَّن
للناسِ، فعَلى الناسِ الاتِّباع.
**********
قالَ رحمه الله: «وذلك أن
السنَّة والجَماعة قد أَحْكَمَا أمرَ الدينِ كُله»: «ذلك» إشارةٌ إلى ما سبقَ من الحَثّ على لُزوم طَرِيقَةِ أهلِ السنَّة
والجَمَاعة.
وقد سبقَ بأن المُراد بأَهْلِ السنَّة المُتَمَسِّكون بسنَّة الرسُول صلى
الله عليه وسلم وبطَرِيقته: هؤلاءِ هم أهلُ السنَّة، والجَماعة: هم الذين اجتمعوا
على الحَقِّ، ولم يَتفرَّقوا، كما قالَ تَعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]
اجتمعُوا على الحَقّ ولم يَتفرَّقوا عنه، ولم يَخْتلفوا فيه، هؤلاءِ هم أهلُ
السنَّة والجَماعة.
أما ﴿ٱلَّذِينَ
فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا﴾ فاللهُ جل وعلا
يقولُ لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿لَّسۡتَ
مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم
بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159].
«وذلك أن السنَّة والجَماعة
أَحْكَمَا...» أي: أَتْقَنَا، فالإحكَام مَعناه: الإتقَان، أَتْقَنَا أمرَ الدِّين كُله،
فالدِّين كُله مَحصورٌ في السنَّة والجَماعة، كما قالَ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى
اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي» ([1]).
لا يَقِي من شَرّ هذا الاختلاَف إلا التمسُّك بسُنة الرسُول صلى الله عليه وسلم، وهي: ما كانَ عليه الرسُول صلى الله عليه وسلم وأَصْحَابه في العَقِيدة، والعِبادة، والمُعامَلات، والأَخْلاَق، والآدابِ، وهم الفِرْقة الناجِية، من بين ثلاثٍ وسبعينَ فِرْقةً كُلها في النارِ إلا وَاحِدةً، قَالوا: من هي يا رسولَ اللهِ؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد