واعلم
- رحمَك اللهُ - أن الكَلام في الرَّب تَعالى مُحدَث، وهو بِدعة وضَلالة، ولا يُتكلَّم
في الرَّبِّ إلا بما وَصف به نفسَه عز وجل في القُرآن، وما بيَّن رسولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم لأصحَابه، فهو - جلَّ ثناؤُه - واحدٌ: ﴿لَيۡسَ
كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى:11] . ربُّنا
أوَّل بلا مَتى، وآخِر بلا مُنتهَى، يَعلم السِّر وأخفَى، وهو على عَرْشِه استوَى،
وعِلمه بكُل مَكان، ولا يَخلو من عِلمه مَكان.
**********
قوله: «أن الكلامَ في الرَّبِّ تعالى مُحدَث، وهو بدعةٌ وضَلالة» أي:
الكَلام في ذاتِ الرَّب سُبحانه وتعالى وفي أسمَائه وصِفاته أمرٌ مُحْدَث،
أَحْدَثَه أهلُ الضلالِ الَّذين لا يسلِّمون للنصُوص، وليس عندَهم خشيةٌ للهِ عز
وجل.
فَهُمْ يتكلَّمون في ذات الرَّب ويتكلَّمون في أسمَائه وصِفاته، ويَجحدون ويَنفون
ما أثبَته الله لنفسِه أو ما أَثبته له رسولُه، ويَأتون من عِندهم بآراءٍ
ويقولُون: هذه هي الصَّواب، يتكلَّمون في تَفْسير النُّصوص بغير تَفْسيرها، أو
أنهم يَقولون: ما نَفهمها نُفَوِّضها إلى الله، ويَصير كَلام اللهِ وكَلام رسولِه
بمَنزلة الكَلام الأعجميِّ الَّذي لا يَفهمه العَرَب.
فالواجبُ على المُسلمينَ أن يستمرُّوا مع الطريقِ الصَّحيح، وعلى طريقِ
السَّلف، وألا يَلْتفتوا لهؤلاء المُضلِّلين، الذين يُجادلون في اللهِ بغير سُلطان
أتَاهم، يجادلُون في القُرآن، ويُجادلون في السنَّة، شَأنهم الجِدال، فهؤلاء يَجب
الحَذَر منهم، هؤلاء لَيْسوا مُتَّبِعِين، وإنما هُم مُبتدِعون يَتَّبعون
أهواءَهم.
قوله: «ولا يُتكلَّم في الربِّ إلا بما
وصفَ به نَفسه عز وجل في القُرآن» لما نَهى عن الجِدال في اللهِ عز وجل،
والخُصُومات في أسماءِ اللهِ وصِفاته؛
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد