قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّ البِشارةَ عند الموت ثلاثُ بشاراتٍ؛ يقال: أَبْشِرْ
يا حبيبَ الله برِضَى الله والجَنَّةِ، ويقال: أَبْشِرْ يا عَبْدَ اللهِ بالجَنَّةِ
بعدَ الإِسْلام، ويقال: أَبْشِرْ يا عَدُوَّ اللهِ بغَضَبِ اللهِ والنَّارِ. هذا قولُ
ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه.
**********
المُحْتَضِرُ مؤمنًا كان أَوْ
كافرًا يُبَشَّرُ عند الموت، فإِنْ كان مؤمنًا يُبشَّرُ برَحْمةِ الله
وبالجَنَّةِ، وإِنْ كان كافرًا يُبشَّرُ بغَضَبِ الله وبالنَّار، فلا يموت إِلاَّ
وهو يعلم أَيْنَ يكون، ولا يمكنه التَّوبةُ والتَّخلُّصُ، أَوِ التَّزوُّدُ من
الأَعْمالِ الصَّالحةِ، وهذا جاءَ في الحديث أَنَّ «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ» قالتْ
عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّنَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ، قال: «لَيْسَ كَذَلِكَ يَا عَائِشَةُ؛ وإِنَّمَا
المُؤْمِنُ يُبَشَّرُ عِنْدَ المَوْتِ فَيُحِبُّ لِقَاءَ اللهِ فَيُحِبُّ اللهُ
لِقَاءَهُ، وَالكَافِرُ يُبَشَّرُ بالنَّارِ فَيَبْغُضُ لِقَاءَ اللهِ فَيَبْغُضُ
اللهُ لِقَاءَهُ» ([1]).
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [الأحقاف: 13]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت: 30] وقال تعالى: ﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ﴾ [الأنفال: 50].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد