×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: واعلمْ - رحمَك اللهُ - أنه ليسَ في السنّة قياسٌ، ولا تُضرَب لها الأمثالُ، ولا تُتَّبَع فيها الأهواءُ، بل هو التصدِيق بآثارِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بلا كَيْف ولا شَرْح، ولا يُقال: لِمَ ولا كَيْف؟.

**********

هذا هَدفهم من تَكْذيب الصحَابة وتَخْوِينهم وتَنقُّصهم: أن تسمحَ لهم الفُرْصة ليضعُوا للناسِ دينًا من عندِ أنفسِهم، وبحَسب عُقولهم وآرائِهم، وأن نأخُذ عن شُيوخ الضَّلال وأئمَّة الضلالِ، الذين بدَّلوا سُنة الرسُول صلى الله عليه وسلم بالكَذِب، وزيَّفوا مَشايخ وأسَانيد من عِندهم مُخالفة لمَصَادر الإسلامِ، وهذا شيءٌ واضحٌ موجودٌ في تُرَاثهم وأفكارِهم.

لكن - بحَمد الله - أنه بَقِي ما بأيديهم من الضّلال مُحاصَرًا، تَكْشِفه أضواءُ الحَق وأنوارُ الوَحْيِ، تكشفُ ما عِندهم من هذا الكَذِب الكَثير المُدوَّن في كُتبهم.

السنَّة المُراد بها هنا: العَقيدة، لأن هذا الكِتاب في مَوضوع العَقيدة، والعَقيدةُ هي السنّة، وهذا الكِتاب اسمه: «شَرح السنَّة»، سُمِّيت سُنة لأن السنَّة هي الطرِيق، والعَقيدة توقيفيَّة، لا مَجالَ للزِّيادة فيها أبدًا، مَدارُها على ما جاءَ عن اللهِ ورسولِه، وما خالفَ ما جاءَ عن اللهِ ورسولِه فإنه بَاطل وضَلال.

فهذا مَعنى قَول العُلماء: إن العَقيدة تَوقيفية، لا يدخُلها القِياس، لأن القياسَ إنما هو في مَسائل الفِقه، هي الَّتي يدخُلها القِياس، وهي أحكامُ الحلالِ والحرامِ، أما مسائلُ العقيدةِ فليس فيها قياسٌ، وإنما هي تَسليم وانقِياد لما جَاء عن اللهِ ورسُوله من غيرِ تدخُّلٍ.


الشرح