قال
المؤلِّف رحمه الله: ومَن خَرَجَ عن إمامٍ من أئمَّة المُسلمين؛ فهو خَارِجِيٌّ، قد
شَقَّ عصَا المُسْلِمين، وخَالَفَ الآثارَ، ومِيتَتُه مِيتةٌ جَاهِلِيَّةٌ.
**********
وهو من بَيت الحَسَن بن عَلِيّ بن
أبي طَالِبٍ، فدَلَّ على أن آخرَ الأئمَّة يكونُ من قُرَيْش، وأوَّلهم من قُرَيْش
وهو أبو بكرٍ رضي الله عنه.
وهذا حَسب الإمكَان كما ذَكَرْنَا، وإذا ما وُجِد أَحَدٌ من قُرَيْش فلا
تُعَطَّل الولايَةُ، أو إذا قَام بالأمرِ غير قُرَشِيٍّ وكانت فيه صَلاحِيّة أننا
نُبْعِدُه ونَقول: لا تَصْلُح لها، فيَجِب مَعرفة هذه الأمورِ.
قوله: «ومن خَرَجَ عن إمامٍ من أئمَّة
المُسلمين؛ فهو خَارِجيٌّ» من خَرَجَ عن طاعةِ وَلِيِّ الأمرِ وشَقَّ عَصَا
الطاعَة بحُجَّة أن وَلِيَّ الأمرِ عنده مَعَاصٍ أو مُخالَفات، كما فعلَ
الخَوَارِج؛ فهذا له حُكْم الخَوَارِج.
والخَوَارِج: فِئة ضالَّةٌ ظهرتْ بَذْرَتُها في عَهْد الرسُول صلى الله عليه وسلم حينما جاء ذو الخُوَيْصِرَة وقال للرسول صلى الله عليه وسلم: لما رآه يُقسِّم غَنِيمةً قال له: اعدِلْ يا مُحمد، فإنك لم تَعْدِل، فقال صلى الله عليه وسلم: «وَيْلَكَ فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدَلْ؟» فلما ولى الرجل قال صلى الله عليه وسلم: «يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا...» يعني من جنسه «... قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاتَكُمْ مَعَ صَلاتِهِمْ، وَعِبَادَتَكُمْ مَعَ عِبَادَتِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ» ([1])، فيجبُ قِتالهم وذلك لأَجْلِ كَفِّ شَرّهم عن المُسلمين.
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد