×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: والإِيْمانُ بأَنَّ مع كلِّ قَطْرةٍ ملكًا ينزل من السَّماءِ حتى يَضَعَها حيثُ أَمَرَهُ اللهُ عز وجل.

 **********

قوله: «وهو قولُ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ، وسُفْيَانِ الثَّوريِّ، والحَسَنِ بنِ صَالِحٍ، وأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ» مَالِكُ بنُ أَنَسٍ: إِمامُ دارِ الهِجْرة، وأَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعة.

وسُفْيَانُ الثَّوريُّ: سُفْيَانُ بنُ سَعِيْدٍ الثَّورِيُّ الإِمامُ المشهورُ من أَئِمَّةِ الفِقْه.

والحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ: وهذا من الأَئِمَّةِ الكِبار.

وأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وهو أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَرْبعةِ.

قوله: «والفقهاءُ، وهكذا قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم » أَيْ: وهو قولُ كثيرٍ من الفقهاءِ تَبَعًا لسُنَّةِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي لطالب العلم أَنْ يُشوِّشَ على النَّاس بحُجَّةِ أَنَّه يعرف هناك قولاً أَوْ حديثًا في الزِّيادة. كان العلماءُ يعرفون الخلافَ في المسائِل، ولا يأتون بما يُشوِّشُ على النَّاس، وما يخالف ما جرى عليه العملُ.

لا شكَّ أَنَّ اللهَ جل وعلا ينزل المطرَ من السَّماءِ بقَدَرٍ، قال تعالى: ﴿وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٖ فَأَسۡكَنَّٰهُ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ [المؤمنون: 18]، اللهُ جل وعلا قَدَّرَ نزولَ الأَمْطارِ، وقَدَّرَ مقاديرَها وكمِّياتِها، والأَرْضَ التي تنزل عليها، يصرفه سبحانه وتعالى كيف يشاءُ، فيَسُوقُهُ ويَأْمُرُهُ فيمطر ويَأْمُرُهُ فيمسك، ومعه ملائِكةٌ، وجاءَ في وَصْفِ مِيْكَائِيْلُ بأَنَّه مُوَكِّلٌ بالقَطَرِ والنَّباتِ؛ فالملائِكةُ يقومون بأَعْمالٍ وَكَّلَها اللهُ إِليهم، ومن ذلك: القطرُ.


الشرح