قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّ الشَّرَّ والخيرَ بقضاءِ الله وقَدَرِه.
قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: والعقلُ مولودٌ، أُعْطِيَ كلُّ إِنْسانٍ من العقل ما أَراد
اللهُ عز وجل، يتفاوتون في العقول مثلُ الذَّرَّة في السَّماوات، ويطلب من كلِّ إِنْسانٍ
من العمل على قدر ما أَعْطاه من العقل، وليس العقلُ باكتسابٍ، إِنَّما هو فضلٌ من اللهِ
عز وجل.
**********
وقد عَلِمَهُ اللهُ جل وعلا، وكتبه
في اللَّوح المحفوظِ، ثم قدَّره، ثم خلقه وأَوْجده وشاءَه، لا يُوجَدُ في هذا
الكون شيءٌ بدون أَنْ يُسْبَقَ بقضاءِ الله وقَدَرِه؛ كلُّ شيءٍ فإِنَّه مُقدّرٌ،
ومن ذلك: الخيرُ والشَّرُّ، الخيرُ الذي يحصل للنَّاس بقضاءِ الله وقَدَرِه،
والشَّرُّ الذي يحصل لهم بقضاءِ الله وقَدَرِه، والكفرُ والإِيْمانُ، والمرضُ
والصِّحَّةُ، والجوعُ والشَّبَعُ، والغِنَى والفقرُ، كلُّ هذا بقضاءِ الله
وقَدَرِه سبحانه وتعالى.
العقلُ: هو قُوَّةٌ يجعلها اللهُ في الإِنْسان يدرك بها الأَشْياءَ، يعرف بها
الضَّارَّ من النَّافع، والخيرَ من الشَّرِّ، لا أَحدٌ يدري ما كيفيَّةُ العقل،
تخبط النَّاسُ فيه ولم يصلوا إِلى نتيجةٍ؛ لأَنَّه من أَسْرارِ اللهِ التي لا
يعلمها إِلاَّ هو سبحانه وتعالى.
والعقلُ: سُمِّيَ عقلاً لأَنَّه يَعْقِلُ الإِنْسانَ عمَّا يضرُّه، مثل ما يَعْقِلُ
الحَبْلُ الدَّابةَ من الانفلات.
ويُسمَّى: حجرًا، ﴿هَلۡ فِي
ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ﴾ [الفجر: 5]، الحجرُ هو العقلُ، سُمِّيَ بذلك لأَنَّه
يَحْجُرُ الإِنْسانَ عما يضرُّه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد