×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: والإيمانُ بالمِيزان يومَ القِيامة، يُوزَن فيه الخيرُ والشرُّ، له كَفَّتان وله لِسانٌ.

**********

 من مَسائل العَقيدة: الإيمَان بالمِيزان، الذِي تُوزَن به أعمالُ العبادِ يَوم القِيامة، قالَ تعالى: ﴿وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٨وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ ٩ [الأعراف: 8- 9].

في الآيةِ الأخرى: ﴿فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [المؤمنون: 102]، إذا ثَقُل ميزانُ الحسناتِ سَعدَ العَبدُ، وإذا انعكسَ وثَقُلَت السيئاتُ هلكَ العبدُ، ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٦فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٧وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٨فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ ٩وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا هِيَهۡ ١٠نَارٌ حَامِيَةُۢ ١١ [القارعة: 6- 11].

وهذا من عَدْل الله جل وعلا، أنه يُوازن بين حَسناتهم وسَيِّئاتهم بمِيزان يَرَوْنه، مِيزان مَحسوس، له كَفَّتان، وله لِسانٌ، تُوضَع الحَسَناتُ في كَفَّةٍ، والسيئاتُ في كَفَّة، كما دَل على ذلك الكِتاب والسنّة، خلافًا للمُعْتَزِلَة الذين يقُولون: المُراد بالمَوَازِين والمِيزان: إقامةُ العدلِ، وإلا فليس هُناك مِيزان محسوسٌ بِناءً على مَذْهبهم البَاطل؛ لأنهم يَعْتَمِدون على عُقولهم، ولا يَعْتَمِدون على النصوصِ، فالمِيزان حَقيقي، له كَفَّتان، كما جاءَ في الأحادِيث الصَّحيحة.

قوله: «يُوزَن فيه الخيرُ والشرُّ» أي: الحَسَنات والسَّيِّئات.

قوله: «له كَفَّتان وله لِسانٌ» له كَفَّتان كما جَاء في الأحاديثِ، تُوضَع الحَسَنات في كَفَّة، والسَّيِّئات في كَفَّة، كما في حَدِيث البِطَاقة في قِصَّة الَّذي له تِسعٌ وتِسعون سِجِلًّا، كل سِجِلٍّ منها مَدّ البَصَر مَمْلُوء بالسيِّئات،


الشرح