قال
المؤلِّف رحمه الله: والإيمانُ بعذابِ القَبْر، ومُنكَرٍ ونَكِيرٍ.
**********
فيُقال له: هل لك مِن حسنةٍ؟
فيقُول: لا يا رَبّ، فيَتَعاظم هذه الصَّحَائف الكَبيرة ويَقول: لا يا رَبّ،
فيُقال: بَلَى، إنك لا تُظلَم عندنا لك حَسَنة.
فيُؤتَى ببطاقةٍ فيها شَهَادة أن لا إلهَ إلا الله، وشَهادة أن مُحمدًا
رسولُ اللهِ، فتُوضَع في كَفَّة، وتُوضَع السِّجِلاَّت في كَفَّة فترجَح البِطاقة،
وتَطِيش السِّجلاَّت، فيَدخل الجَنة. هذا دليلٌ على أن هناك كَفَّتين لهذا
المِيزان تُوضَع فيها الأعمَال يومَ القِيامة.
«وله لِسان»: لِسان المِيزان
مَعروف عند الناسِ، يُسَمُّونه قَلْب المِيزان الذِي يَمِيل يَمْنة أو يَسْرة،
فإذا تَسَاوَت الكَفَّتان اعتدلَ قَلْب المِيزَان، وإذا رَجحتْ كَفَّة مالَ
القلبُ.
كذلك من عقيدةِ أهل السنَّة والجَماعة: الإيمَان بعَذاب القَبر، ونَعيم
القَبْر، فالمَيِّت إما أن يُعذَّب في قَبْره، وإما أن يُنعَّم، إلى أن يُبعَث
يومَ القِيامة.
والقَبر: هو مَنزلةٌ بينَ الدُّنيا والآخِرة، ولذلكَ يُسمَّى بالبَرْزَخ،
لأن البَرْزَخ: هو الحَاجِز بين شَيْئَيْن، قال تعالى: ﴿مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ
يَلۡتَقِيَانِ ١٩بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ ٢٠﴾ [الرحمن: 19- 20]،
لا يَبْغِي المَالِح على العَذْب، ولا يَبْغِي العَذْب على المَالِح، لأن اللهَ
جعلَ بينهما فاصلاً، لا يَخْتلط هذا بهذا، فالبَرْزَخ: هو الفاصلُ بين الشيئينِ، لأن
الدُّورَ ثلاثٌ:
* دارُ الدنيَا.
* ودارُ البَرْزَخ.
* ودارُ القَرَار.
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد