قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: والصَّبْرُ على حُكْم الله.
والإِيْمانُ
بأَقْدارِ اللهِ كلِّها خيرِّها وشرِّها حُلْوِها ومُرِّها.
والإِيْمانُ
بما قال اللهُ عز وجل، قد علم اللهُ ما العبادُ عاملون، وإِلى ما هم صائِرون، لا يخرجون
من علم الله، ولا يكون في الأَرْضين والسَّمواتِ إِلاَّ ما علم اللهُ عز وجل.
**********
ثم المؤمنُ يرضى بالقضاءِ
والقَدَرِ عند المصائِبِ، فلا يَجْزَعُ ولا يَسْخَطُ، يَكُفُّ نفسَه عن الجَزع،
ويَكُفُّ لسانَه عن التَّشكِّي لغيرِ الله، ويَكُفُّ يَدَه عن لطمِ الخُدودِ وشقِّ
الجُيُوب. فهذا هو الرِّضى بالقضاءِ والقَدَرِ، تعلم: «أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ
يَكُنْ لِيُصِيبَكَ» ([1]) كما قال النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم، ولا يتمُّ الإِيْمانُ إِلاَّ بهذا.
هذا سبق ذِكْرُه في أَوَّل درجاتِ الإِيْمان بالقضاءِ والقَدَرِ.
والاحتجاجُ بالقضاءِ والقَدَرِ إِذا كان على المصائِب التي ليس للإِنْسان فيها اختيارٌ محمودٌ لأَنَّه يدلُّ على الرِّضى والتَّسْليمِ، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 156]، أَمَّا الاحتجاجُ بالقضاءِ والقَدَرِ على الأَعْمالِ السَّيِّئَةِ التي هي باختيارهم وفِعْلِهم؛ فإِنَّهم لا حُجَّةٌ لهم بالقَدَرِ عليها، بل يُعاقبون أعمالهم هم وتفرطهم، وبابُ التَّوبة مفتوحٌ، بَدَلَ أَنْ تُخاصم اللهَ، تقول: لماذا قَدَّرْتَ عليَّ؟ وتترك التَّوبة - وهذا من العجز المذمومِ - بَادِرْ بالتَّوبة والاستغفارِ، ولُمْ نفسَك. فهذا هو المطلوبُ من العبد، أَنْ ينظرَ في أَعْمالِه ﴿وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ﴾ [الحشر: 18]،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد