×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: والأساسُ الذِي تُبنَى عليه الجَماعة: هم أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ورحمَهم الله أجمعينَ، وهم أهلُ السنَّة والجَماعة، فمن لم يأخذْ عنهم؛ فقد ضلَّ وابْتَدَعَ، وكل بِدعةٍ ضلالةٌ، والضلالةُ وأهلُها في النارِ.

**********

قوله: «والأساسُ الذِي تُبنَى عليه الجَماعة» من هم الجَماعة الذِين هذا شَأنهم؟ هم أصحَاب مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ومن جاءَ بعدَهم من التابعينَ، وأتبَاع التابعينَ، والقُرون المُفضَّلة، هَؤلاء هم الجَماعة، ومن اقتدَى بهم من المُتأخِّرين.

هؤلاء هم الجَماعة الذِين يَجب على المُسْلِم أن يكونَ معهم، ولو نالَه ما نالَه من الأذَى، ومن التهدِيد، ومن التَّعْيِير، ومن التَّهَجُّم، يَصبر على هذا، ويتحمَّل، ما دامَ أنه على الحَقّ، فلا يَنحرفُ عن الحَق، بل يَصبرُ على ما أصابَه، وإلا فإنه سَيكون هدفًا للمُغْرِضِين، ودُعاة السوءِ، ودُعاة الضَّلال.

قالَ تَعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ [التوبة: 100]، وقالَ تَعالى لما ذكرَ المُهاجرين والأنصَار في سُورة الحَشر قال: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحشر: 10]، فالمُتأخِّر يقتدِي بالمُتقدِّم من أهلِ الحَق وأهلِ الخَير، ولو كانَ بينه وبينَهم زمانٌ طويلٌ، يَلزم ما كَانوا عليه مهما كَلَّفَه ذلك، فهو يَصْبِر.


الشرح