قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: ومن زَعَمَ أَنَّه يرى ربَّه في دار الدُّنْيا فهو كافرٌ بالله
عز وجل.
**********
أَمَّا لو قالوا: هذه النُّصوصُ فيها صفاتٌ وأَسْماءٌ للهِ حقيقةً، لكنَّها
تليق به، فليست كأَسْماءِ المخلوقين ولا كصفات المخلوقين، لو سلكوا هذا المنهجَ
لسَلِمُوا، وإِنَّما أَتَوا من فَهْمِهِمْ وأَهْوائِهم. والجَهْمِيَّةُ: نِسْبةٌ
إِلى الجَهْمِ بنِ صَفْوَانَ التِّرْمِذِيِّ أَوِ السَّمَرْقَنْدِيِّ وهو أَوَّلُ
مَن أَظْهَرَ القولَ بأَنَّ القُرْآنَ مخلوقٌ، وقال بنفي الأَسْماءِ والصِّفات،
وقال: إِنَّ الإِيْمانَ هو مُجرَّدُ المعرفة بالقلب... إِلى آخر أَقْوالِه
الضَّالةِ الكفريَّة. فمن يعتقد هذا الاعتقادَ فإِنَّه يُنْسَبُ إِليه، فيقال: هذا
جَهْمِيٌّ نِسْبَةً إِلى الجَهْمِ.
من زعم أَنَّ أَحدًا يرى اللهَ في
الدُّنْيا رَؤْيةَ عَيْنٍ لا رُؤْيَا في المنام فهو كافرٌ؛ لأَنَّ اللهَ جل وعلا
لا يُرَى في الدُّنْيا، ولهذا لما سَأَلَ كليمُ الله موسى عليه السلام قال: ﴿رَبِّ أَرِنِيٓ أَنظُرۡ
إِلَيۡكَۚ قَالَ لَن تَرَىٰنِي﴾ [الأعراف: 143] فلا أَحَدٌ يرى اللهَ في هذه الدُّنْيا،
هذا محلُّ إِجْماعٍ بين العلماءِ، إِنَّما رُؤْيةُ اللهِ في الآخرة، لأَنَّ
النَّاسَ في الدُّنْيا ضعافٌ لا يقدرون على رُؤْيَةِ الله عز وجل لما فيهم من
الضَّعْف، ولهذا لما تجلَّى اللهُ للجبل تَدَكْدَكَ وصار تُرابًا فكيف بابنِ آدم؟!
الذي هو من لحمٍ ودمٍ، أَمَّا في الآخرة فإِنَّ الله يعطي المؤمنين قوةً يقدرون
بها على رُؤْيَةِ الله والتَّلذُّذِ برُؤْيَتِه سبحانه وتعالى؛ فرُؤْيةُ الله في
الآخرة ثابتةٌ ومتواترةٌ للمؤمنين، وأَمَّا في الدُّنْيا فلا أَحدٌ يرى اللهَ
رُؤْيةَ عِيَانٍ.
واختلفوا: هل رآه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ المِعْراج أَوْ لم يرَه؟ الصَّحيحُ
والذي عليه الجماهيرُ: أَنَّ الرَّسُولَ لم يره بعينِه وإِنَّما رآه بقلبِه
وبصيرتِه؛ لأَنَّ أَحدًا لا يرى اللهَ في الدُّنْيا؛ لأَنَّ اللهَ أَعْظمُ من أَنْ
يراه النَّاسُ في الدُّنْيا،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد