×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: والسَّمْع والطاعَة للأئمَّة فيما يُحِب الله ويَرضى، ومن وُلِّيَ الخِلافة بإجماعِ الناسِ عليه ورِضَاهم به فهو أميرُ المؤمنينَ، لا يَحِلّ لأحدٍ أن يبيتَ ليلةً ولا يَرَى أن ليس عَليه إمامٌ، برًّا كانَ أو فاجرًا.

**********

 إذا كانَ هذا يَحصُل بكلمةٍ واحدةٍ، فكَيف بالذِي يؤلِّف كتبًا في سبِّهم والوَقِيعة فيهم، وتلمُّس العَثَرات لهم، وتَضْخِيمها؟! كيف بهذا؟! إذا كانَ من نطقَ بكلمةٍ في صَحابة رسولِ اللهِ فهو صَاحب هوًى، يَعني يتَّبع هَوَاه، لأنه ما تكلَّم إلا لهوًى في نَفسه، وبُغض لصحَابة رسُول اللهِ.

 من أصولِ أَهل السنَّة والجَماعة المَبْنِيّة على كِتاب الله وسنَّة الرسُول صلى الله عليه وسلم: السَّمْع والطاعَة لوُلاَة أمورِ المُسلمين، قالَ تعَالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ [النساء: 59]: ﴿مِنكُمۡۖ يَعني من المُسلمين.

وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ» ([1])، في رواية: «وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ» ([2])، وفي رواية: «وَإِنْ كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الأَْطْرَافِ» ([3]) يعني مُقطَّع الرِّجْلَين واليَدَيْن، ما دامَ أنه وَلِيُّ أَمْرٍ، تَجِب طاعتُه بالمَعروف، فهذا من أصُول العَقيدة، والذي يَخرج على أئمَّة المُسلمين يكُون من الضالِّين، إما أنه خَارِجيٌّ، أو مُعْتَزِلِيٌّ، أو صَاحبُ نِحْلَةٍ باطلةٍ تُخالف سنَّة الرسُول صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (46)، وأحمد رقم (17144).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6723)، ومسلم رقم (1837).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (1837).