قال
المؤلف رحمه الله: وإخلاص العمل لله.
**********
لأَنَّ الجَنَّةَ دارُ الطيِّبين، ولا يدخلها إِلاَّ الطَّيِّبون الذين ليس
عليهم حسابٌ ولا تَبِعَاتٌ لأَحدٍ، ولا ذنوبٌ، حتى المؤمنِ العاصي يُعذَّبُ في
النَّار بقَدْرِ معصيتِه أَوْ أَنَّ اللهَ يعفو عنه بمشيئته ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ
أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ
بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48] إِنْ
شاءَ غفر له وإِنْ شاءَ عذَّبه بقَدْرِ ذنوبِه حتى يُمَحِّصَهُ ويُخلِّصَهُ من
الذُّنوب، ثم يدخله الجَنَّةَ؛ فلا يدخل الجَنَّةَ إِلاَّ أَحد نَقِيٌّ؛ إِمَّا
بالقصاص وإِمَّا بالتَّعْذيب.
قوله: «حتى يَأْخُذَ اللهُ عز وجل
لبعضهم من بعضٍ؛ لأَهْل الجَنَّةِ من أَهْلِ النَّار، ولأَهْلِ النَّار من أَهْلِ
الجَنَّةِ» حتى المؤمنِ إِذا ظلم الكافرَ فإِنَّه يُقْتَصُّ للكافر منه يومَ
القيامة، والعكس: الكافرُ إِذا ظلم المؤمنَ يُقتصُّ للمؤمن يومَ القيامة. فلا
أَحدٌ يُتْرَكُ وعليه مظلمةٌ، وحتى المؤمن يُقْتَصُّ منه للمؤمن.
إِخْلاصُ العمل للهِ أَنْ لا يكونَ فيه شِرْكٌ.
فاللهُ لا يقبل من العمل إِلاَّ ما كان خالصًا لوَجْهِه، وهذا أَحدُ شرطيْ
قبولِ العمل.
الشَّرْطُ الثَّاني: المتابعةُ، والعملُ بالسُّنَّة؛ بأَنْ يكونَ العملُ
موافقًا لسُنَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. فلا يكون فيه بِدْعَةٌ؛ لأَنَّ
اللهَ لا يقبل البِدَعَ، بل يُعاقب عليها، ولو أَتْعَبَ الإِنْسانُ نفسَه بعملٍ لم
يُخْلِصْ فيه للهِ فإِنَّه هباءٌ منثورٌ، ولو أَتْعَبَ نفسَه في عملٍ على غيرِ
موافقة السُّنَّة فإِنَّه مردودٌ، ولا يُقْبَلُ إِلاَّ بِهذين الشَّرطين:
الإِخْلاصِ للهِ، والمتابعةِ للرَّسول صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد