×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: والإِيْمانُ بأَنَّ اللهَ يُعذِّبُ الخلقَ في النَّار في الأَغْلال والأَنْكالِ والسَّلاسلِ، والنَّار في أَجْوافِهم وفوقِهم وتحتِهم، وذلك أَنَّ الجهميَّةَ منهم هِشَامُ الفُوطِيُّ قال: إِنَّما يُعذِّبُ اللهُ عند النَّار، ردًّا على الله ورَسُولِه صلى الله عليه وسلم.

**********

  قوله: «والإِيْمانُ بأَنَّ اللهَ يُعذِّبُ الخلقَ في النَّار في الأَغْلال والأَنْكالِ والسَّلاسلِ، والنَّارُ في أَجْوافِهم وفوقِهم وتحتِهم» اللهُ جل وعلا يُسْعِرُ النَّارَ بأَجْسادِ الكُفَّارِ، فهي حَطَبٌ لجَهَنَّمَ، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ [آل عمران: 10] تَشْتَعِلُ بهم، وتَتَّقِدُ بأَجْسامِهم والعياذُ بالله، ﴿هَٰذَانِ خَصۡمَانِ ٱخۡتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمۡۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتۡ لَهُمۡ ثِيَابٞ مِّن نَّارٖ يُصَبُّ مِن فَوۡقِ رُءُوسِهِمُ ٱلۡحَمِيمُ ١٩يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِي بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ ٢٠وَلَهُم مَّقَٰمِعُ مِنۡ حَدِيدٖ ٢١ [الحج: 19- 21]، فاللهُ ذكَر أَنَّ التَّعْذيبَ يَقَعُ على أَبْدانِ الكُفَّار، وأَنَّ النَّارَ تَلْتَهِبُ بِهم وتشتعل بِهم، ﴿يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِي بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ ومِن المعتزلة مَن قال: إِنَّهم لا يُعذَّبون، لا تشتعل النَّارُ بأَجْسامِهم، وإِنَّما يُعذَّبون عند النَّار فقط، وأَمَّا أَجْسامُهم فلا تَشْتَعِلُ! واللهُ جل وعلا يقول في القُرْآن: إِنَّهم وَقُودُ النَّار، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «أَوَّلُ مَنْ تُسْعَرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ: العَالِمُ الَّذِي لاَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ، وَالمُتَصَدِّقُ الَّذِي يُرَائِي في صَدَقَتِهِ، وَالمُجَاهِدُ الَّذِي يُرَائِي بِجِهَادِهِ» ([1]).

«الأَغْلالُ» معناه: أَنَّه تُغَلُّ يَدَاهُ إِلى عُنُقِه والعياذُ بالله.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1905).