فالكَلام
والخُصومة والجِدال والمِراء مُحدَث، يَقْدَح الشكّ في القَلْب، وإن أصابَ صَاحبه الحَق
والسنَّة.
**********
هذه الأمُور: الكَلام،
والجِدال، والخُصومات، التي حَصَلت بين الفِرَق كلها أمُور مُحدَثة، والذي سبَّبها
هو اتِّباع الأهواءِ، ومن كان هواه تابعًا لما جَاء به الرسُول صلى الله عليه وسلم
فإنه لا يكُون عنده شَكّ ولا مِراء ولا جِدال ولا خُصومة، لأنه مُسلِم مُنقادٌ،
قال تعالى: ﴿فَإِمَّا
يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا
هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 38]، ﴿فَإِمَّا
يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا
يَشۡقَىٰ﴾ [طه: 123].
المَسألة مَسألةُ اتِّباعٍ وانقيادٍ وتَسْليم لأمرِ اللهِ ورَسُوله، من
غَير جِدال ومُخاصمَاتٍ، ما وقعَ أَهل الضلالِ بالخُصُومات والجِدال إلا بسببِ
أنهم لم يسلِّموا للهِ ولرسولِه كما سلَّم أهلُ السنَّة والجَماعة.
ولذلك تَجِدُون أهلَ السنَّة والجَماعة - وللهِ الحَمد - متَّحدين ليس
بينَهم اختلافٌ في أمر العَقيدة، إنما الخِلاف عند الفِرَق الضَّالَّة، قال تعالى:
﴿فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ
مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي
شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ﴾ [البقرة: 137]، ومِصْدَاق
هذا في آيةٍ أخرى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا
صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ
بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153].
قوله: «وإن أصابَ صاحبُه الحَق والسنّة»
أي: فهو مُخطِئ لأنه أصابهما من غَير الطَّريق الصحِيح، لأن الطرِيق الصحِيح: هو
التَّسليم، وعدَم الخَوْض والجِدال والمِراء الذي يَشْحن القُلوب، ويَبْعث على
الأحقادِ، ويَبْعث أيضًا على أَشَدّ من ذلك وهو التكفيرُ،
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد