قال
المؤلِّف رحمه الله: والإيمانُ بشَفاعة رَسول الله صلى الله عليه وسلم للمُذْنِبين
الخاطئينَ يومَ القِيامة، وعلى الصِّراط، ويُخرجهم من جَوْف جَهنَّم، وما من نبيٍّ
إلا وَلَهُ شَفاعة، وكذلك الصِّدِّيقون والشُّهَداء والصَّالحون، وللهِ بعد ذلك تَفَضُّل
كَثير على من يَشاء، والخُروج من النارِ بعدما احترقُوا، وصَاروا فَحْمًا.
**********
من أصولِ أَهْل السنَّة والجَماعة: الإيمانُ بالشَّفاعة
بالشروطِ التي ذَكَرَها اللهُ جل وعلا: أن تكُون بإذنِه، وأن يكُون المَشفوع فيه
مِن أَهْل الإيمانِ، أما إن كَان المَشْفُوع فيه من أَهْل الكُفْر فإنها لا
تُقْبَل فيه الشَّفاعة، قال تعالى: ﴿فَمَا
تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدثر: 48]، ﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ
حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18].
فالكافرُ ليس فيه شَفاعة أبدًا، وأما المُؤمن فإن الشَّفاعة ثابتةٌ في
حَقِّه إذا أَذِن اللهُ جل وعلا، وأعظمُ الشُّفَعاء وسَيِّد الشُّفَعاء هو نبيُّنا
مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، فله شفاعاتٌ خاصَّة به، وهُناك شفاعاتٌ يَشْترك فيها
هو وغَيْره.
قوله: «والإيمانُ بشَفاعة رَسول اللهِ
صلى الله عليه وسلم للمُذنِبين الخَاطئين يومَ القِيامة وعلى الصِّراط» الرسول
صلى الله عليه وسلم هو أَعْظَم من يَشْفع يومَ القِيامة، بل إنه يَشْفع في أَهْل
المَوْقف كُلهم، أن اللهَ يُرِيحهم من المَوَاقِف ويُحاسِبهم، لأنه يَطُول عليهم
المَوْقف، مع الضَّنْك الشَّدِيد، والحَرِّ الشَّدِيد، والعَطَش الشَّدِيد،
والخَوْف الشَّدِيد.
يَطول عليهم المَوْقف، مَوْقِف الحَشْر، فيتقدَّمون إلى أُولِي العَزْم من
الرُّسُل، يَطْلُبون منهم أن يَدْعُو اللهَ أن يُرِيحهم من المَوْقِف، إما إلى
الجَنَّة وإما إلى النَّار: فيأتونَ إلى آدمَ فيَعْتذر، ويأتونَ إلى نُوحٍ
فيَعْتَذر، ويأتونَ إلى إِبراهيمَ فيَعْتَذر،
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد