قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعْلمْ بأَنَّ الدُّنْيا دارُ إِيْمانٍ وإِسْلامٍ، وأُمَّةُ
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فيها مؤمنون مسلمون في أَحْكامِهم ومواريثِهم وذبائِحِهم
والصَّلاةِ عليهم، ولا نشهد لأَحَدٍ بحقيقة الإِيْمان حتى يأتيَ بجميع شرائِع الإِسْلام،
فإِنْ قصَّر في شيءٍ من ذلك كان ناقصَ الإِيْمان حتى يتوبَ، واعلمْ أَنَّ إِيْمانَه
إِلى الله تعالى: تامُ الإِيْمان أَوْ ناقصُ الإِيْمان، إِلاَّ ما أَظْهَرَ لك من تَضْيِيْعِ
شرائِع الإِسْلام.
**********
قوله: «واعلمْ بأَنَّ الدُّنْيا دارُ إِيْمانٍ وإِسْلامٍ» يعني أَنَّ
الإِسْلامَ والإِيْمانَ في الدُّنْيا التي هي دارُ العملِ، أَمَّا الآخرةُ
فإِنَّها دارُ الجزاءِ، فالإِسْلامُ والإِيْمانُ إِنَّما يكونان في الدُّنْيا،
أَمَّا مَن مات على غير الإِسْلام والإِيْمانِ فإِنَّه كافرٌ ولا ينفعه أَنَّه يوم
القيامة إِذا شاهد ما كفر به يُؤْمِنُ أَوْ يتمنى الرُّجوع ويطلب من ربِّه أَنَّه
يرجع لأَجْلِ أَنْ يُؤْمِنَ قال تعالى: ﴿وَلَوۡ
تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يَٰلَيۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا
نُكَذِّبَ بَِٔايَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الأنعام: 27].
والإِسْلامُ والإِيْمانُ بينهما فرقٌ لأَنَّ الدِّينَ ثلاثُ مراتبٍ:
أَوَّلاً: الإِسْلام.
ثانيًا: الإِيْمان.
ثالثًا: الإِحْسان.
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد