×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: والإيمَان بأن الجَنَّة حَقٌّ والنَّار حَقٌّ، وأنهما مَخْلُوقتان، الجَنَّة في السَّمَاء السابِعة، وسَقْفُها العَرْشُ، والنَّار تحتَ الأرضِ السابِعة السُّفْلَى، وهما مَخْلُوقتان، قد عَلِم اللهُ تعالى عَدَد أهلِ الجنَّة ومن يَدْخُلها، وعَدد أهلِ النارِ ومَن يَدخلها، لا تَفنيان أبدًا، بَقاؤهما مع بَقاء الله أَبَدَ الآبدينَ، ودَهْرَ الداهرينَ، وآدمُ عليه السلام كان في الجَنة البَاقية المَخلوقة، فأُخْرِج منها بعدَما عَصى اللهَ عز وجل.

**********

  من أركانِ الإيمَان: الإيمانُ باليَوْم الآخِر بجَميع ما فيه، ومِمَّا في اليَوْم الآخِر: الجَنّة والنَّار، وهُما دارَا الجَزَاء: فالمُؤْمِنون في الجَنّة التِي أُعِدَّت للمُتَّقِين، والكُفَّار في النَّار التِي أُعِدَّت للكَافِرين، فهما دارَا الجَزاء، والدُّنيا دارُ عَمَلٍ ليس فيها جَزَاء، والآخِرة دارُ جزاءٍ وليسَ فيها عَمَلٌ.

فمن لم يُؤمِن بالجَنّة والنَّار فهو كافرٌ، لأنه لابُد أن يشملَ الإيمَان كُل ما صَحَّ في اليَوم الآخِر ومِن ذلك الجَنة والنارُ، هذا مذكورٌ في القُرآن في مواضعَ، فالذِي يكفرُ بهما أو يُؤَوِّلها كالقَرَامِطَة والبَاطِنِيَّة يُؤَوِّلونَهما فهَؤلاء كفارٌ بالله عز وجل.

فلابُد من الإيمانِ بالجَنة والنارِ، وأنَّهما دَارَانِ حَقِيقِيَّتانِ - دَارٌ للمُتَّقين، ودَارٌ للكافرينَ - وهما باقيتانِ، وهما مَوْجودتان الآنَ، مَخلوقتان الآنَ، وباقيتانِ لا تَفنيان، قالَ تعالى في الجَنة: ﴿وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ [آل عمران: 133]، وقالَ في النَّار: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيٓ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 131].


الشرح