وكلمة ﴿أُعِدَّتۡ﴾: دليلٌ على أنها
مَوْجودة ومُعَدَّة، وليس مَعناه أنها تُخلَق فيما بعدُ، بدليلِ أن النبيَّ صلى
الله عليه وسلم ذكرَ أشياءَ تَدُلّ على وُجُودِ الجَنة والنّار، مِنها قَوله صلى
الله عليه وسلم: «إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ
مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» ([1])، وقالَ في شِدَّة
البَرْد: «جَعَلَ اللهُ لِجَهَنَّمَ
نَفْسَيْنِ: نَفْسًا فِي الصَّيْفِ، وَذَلِكَ أَحَرُّ مَا تَجِدُونَ، وَنَفْسًا
فِي الشِّتَاءِ، وَذَلِكَ شِدَّةُ البَرْدِ فَهُوَ مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ»
([2]) فدَلَّ على أنهما
مَوْجُودتان، والجَنّة كذلك مَوْجُودة أَعَدَّها اللهُ للمُتَّقِين، ووَكَّلَ
بهِمَا ملائكةً.
وفي حديثِ عُبادة بن الصَّامت رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ
اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ،
وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى
مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ» ([3]) الشاهد في قوله:
«وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ
حَقٌّ»، وفي استفتاح النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الليل أنه قال: «لِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَوَعْدُكَ حَقٌّ،
وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ» ([4]).
قوله: «وأنهما مَخلوقتانِ» أي:
مَخْلُوقتان الآنَ.
قوله: «الجَنة في السمَاء السابِعة وسَقفها العَرْش» هذا صحَّ في الحَديث: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَى لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (510)، ومسلم رقم (615).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد