×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّ أَوَّلَ الإِسْلام شَهادةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورَسُولُه.

وأَنَّ ما قال اللهُ كما قال، ولا خُلْفَ لما قال، وهو عند ما قال.

والإِيْمانُ بالشَّرائِعِ كلِّها.

**********

 ويُوزِّعُها على مستحقِّيها، ووُلاَةُ الأُمور يقومون مقامَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم في ذلك من بعدِه، أَمَّا إِذا لم يطلبْها فالمسؤُولُ عنها صاحبُ المال.

قال رحمه الله: «واعلمْ أَيُّها المسلمُ» يا طالبَ العلم أَيْ: تحقَّقْ وتبيَّن أَنَّ أَوَّلَ الإِسْلام: شهادةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله. هُمَا الرُّكْنُ الأَوَّلُ من أَرْكان الإِسْلام، كما في حديثِ جِبْرِيْلَ لمَّا سأَل النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَخْبِرْنِي عَنِ الإِْسْلامِ ؟ قَالَ: «الإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1]).

فالشَّهادتان أَوَّلُ ما يُدْعَى إِليه النَّاسُ، قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» ([2]) ولمَّا أَرْسل مُعَاذًا إِلى اليَمَنْ قال له: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (1331)، ومسلم رقم (19).