فهذا أَوَّلُ ما يُدْعَى
إِليه النَّاسُ؛ لأَنَّه هو المدخلُ إِلى دِيْنِ الإِسْلام. أَمَّا مَن يتهاون
بالتَّوحيد ولا يهتمُّ به من أَصْحاب الدَّعوات أَوِ المناهجِ الدَّعويَّةِ
المعاصرةِ، فهذا مخالفٌ لهذا الأَصْلِ العظيمِ. وليس المقصودُ من الشَّهادتين
التَّلفُّظُ بِهما فقط، ولكنَّ المقصودَ التَّلفُّظُ بِهما مع معرفة معناهما
والعمل بمقتضاهما.لكنْ مَن شهد أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا
رَسُولُ الله فإِنَّه يُقْبَلُ منه، فإِنِ استقام عليهما فهو المسلمُ، وإِنْ ظهر
منه ما يناقضهما فإِنَّه يكون مُرْتَدًّا.
ومعنى شهادةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ: أَنْ تعتقدَ بقلبِك وأَنْ
تنطقَ بلسانِك وتُقِرَّ وتعترفَ: بأَنَّه لا يستحقُّ العبادةَ إِلاَّ اللهُ،
وأَنَّ كلَّ معبودٍ سِواه فهو باطلٌ، وعبادتُه باطلةٌ، قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ
هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ
هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾ [الحج: 62].
ومعنى شهادةُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله: أَنْ تعترفَ ظاهرًا وباطنًا
بأَنَّه رَسُولُ الله، أَمَّا مَن ينطق بلسانِه وهو لا يعترف في باطنه برسالتِه؛
فهذا منافقٌ، قال تعالى: ﴿إِذَا
جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ
يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ
لَكَٰذِبُونَ﴾ [المنافقون: 1]، ﴿هُمۡ
لِلۡكُفۡرِ يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ يَقُولُونَ بِأَفۡوَٰهِهِم
مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يَكۡتُمُونَ﴾ [آل عمران: 167].
فيتلخَّص معنى شهادةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله في: طاعتِه فيما
أَمَرَ، وتصديقِه فيما أَخْبَرَ، واجتنابِ ما نهى عنه وزَجَرَ، وأَنْ لا يُعْبَدَ
اللهُ إِلاَّ بما شَرَعَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد