قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: ولا يحلُّ أَنْ تَكْتُمَ النَّصيحةَ أحدًا من المسلمين، بَرِّهِمْ
وفاجرِهم في أَمْرٍ من أُمور الدِّين، فمَن كتم فقدْ غَشَّ المسلمين، ومَن غشَّ المسلمين
فقد غشَّ الدِّينَ، ومَن غشَّ الدِّيْنَ فقد خان اللهَ ورسولَه والمؤمنين.
**********
قوله: «ولا يحلُّ أَنْ تكتمَ النَّصيحةَ
أَحدًا من المسلمين، بَرِّهِمْ فاجرِهم» النَّصيحةُ هي الخلوصُ من الغِشِّ،
والشَّيءُ النَّاصحُ: هو الشَّيءُ الخالصُ.
فالمؤمنُ يجب أَنْ يكونَ ناصحًا يعني: خالصًا من النِّفاق، وخالصًا من
الغِشِّ، وخالصًا من الخَدِيْعَةِ، يكون ظاهرُه وباطنُه سواءً في الصِّدْق.
والنَّصيحةُ هي الدِّيْنُ، كما قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ
النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ،
وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْمُؤْمِنِينَ، وَعَامَّتِهِمْ»
([1]).
والمُراد بها هنا: أَنْ يخلصَ الإِنْسانُ من كلِّ خُلُقٍ ذَمِيْمٍ، وأَنْ
يتحلَّى بالأَخْلاقِ الفاضلةِ.
فالرَّجُلُ النَّاصحُ هو الذي ليس عنده غِشٌّ لأَحدٍ، قال صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»
([2])، فضِدُّ
النَّصيحةِ: الغِشُّ.
والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كرَّر قوله: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» ثلاثَ مرَّاتٍ من بابِ التَّأْكيد والاِهْتِمامِ، وقد حصَر الدِّيْنَ كلَّه في النَّصيحة.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (55).
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد