ويُسمَّى: النُّهَى، ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ
لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ﴾ [طه: 54]، يعني: أَصْحابَ العقول.
ويُسمَّى: اللُّبُّ: ﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [آل عمران: 190]،
يعني: أَصْحابَ العقول.
فهذا العقلُ من آيات الله سبحانه وتعالى.
وقول المُؤَلِّفِ: «هو مولودٌ»
الظَّاهرُ أَنَّه يقصد أَنَّه مخلوقٌ، وليس قديمًا، أَوْ أَنَّه يُولَدُ مع
الإِنْسان.وهذا العقلُ كما ذكرنا لا يعلم حقيقتَه إِلاَّ اللهُ، ولذلك اضْطَرَبَ
فيه علماءُ الكلام والفلاسفةُ ولم يصلوا إِلى نتيجةٍ في العقل؛ لأَنَّ هذا ليس من
اختصاصِهم.
والعقلُ يتفاوت:
من النَّاس: مَن عقلُه كاملٌ كالأَنْبياءِ - عليهم الصَّلاةُ
والسَّلامُ -.
ومن النَّاس: مَن ليس له عقلٌ أَصْلاً، كالمجنونِ والمعتوهِ،
والطِّفْلِ.
ومن النَّاس: مَن هو بَيْنَ بَيْنَ، بينَ كمالِ العقلِ وبينَ عدمِ
العقلِ، يعني: عنده عقلٌ لكنَّه ليس تامًّا، ويتفاوت في النَّقْص، منهم مَن عنده
نقصٌ في عقله كثيرٌ، ومنهم مَن عنده نقصٌ قليلٌ وهكذا، وهذا حسبَ ما يجعله اللهُ
سبحانه وتعالى.
ويُطْلَقُ العقلُ على الفهمِ أَيْضًا، يقال: عَقَلَ الآياتِ القُرْآنيَّةَ،
﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ
لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ﴾ [النحل: 12]، يعني: يفهمون الآياتِ الكونيَّةَ والآياتِ
القُرْآنيَّةَ، ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ
نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا يَعۡقِلُهَآ إِلَّا ٱلۡعَٰلِمُونَ﴾ [العنكبوت: 43]،
فالعقلُ يُطْلَقُ على الفهمِ والإِدْراكِ،
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد