×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعرفْ لبَنِي هَاشِمٍ فَضْلَهُمْ؛ لقرابتِهم من رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، واعرفْ فضلَ قُرَيْشٍ والعربِ وجميعِ الأَفْخاذ، فاعْرِفْ قدرَهم وحقوقَهم في الإِسْلام، ومولى القوم منهم، وتعرف لسائِر النَّاس حقَّهم في الإِسْلام.

**********

قوله: «لبَنِي هَاشِمٍ» بنو هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ؛ لأَنَّ عَبْدَ مَنَافٍ له أَوْلادٌ هُمْ: هَاشِمُ جَدُّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وعَبْدُ شَمْسٍ جَدُّ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، ونَوْفَلُ بنُ عَبْدِ مَنَافٍ جَدُّ حَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ رضي الله عنه، والمُطَلَّبُ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ جَدُّ بني المُطَلَّبِ، هؤُلاءِ هُمْ أَوْلادُ عَبْدِ مَنَافٍ، والرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بُعِثَ في بَنِي هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ؛ فهو هاشميٌّ قُرَشِيٌّ، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» ([1]) فهؤُلاءِ هُمْ قرابةُ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم المؤمنونُ من بَنِي هَاشِمٍ، هؤُلاءِ هُمْ القرابةُ الذين لهم حقٌّ على المسلمين، تحرم عليهم الصَّدقةُ وتُباح لهم الهَدِيَّةُ، أَمَّا غيرُ المؤمنين فلا قيمةَ لهم ولو كانوا من بَنِي هَاشِمٍ، إِنَّما إِذا اجتمع القرابةُ مع الإِيْمان فلا شكَّ أَنَّهم يمتازون على غيرهم، ولهم حقُّ الإِكْرام والتَّوقيرِ والاحترامِ والتَّقْديمِ؛ لأَنَّ هذا من توقيرِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وأَمَّا إِذا لم يكونوا مؤمنين غايةُ ما هناك أَنَّهم من بَنِي هَاشِمٍ وهُمْ كُفَّارٌ، فلا كرامةَ لهم؛ وكذلك كلُّ من كان ينتسب إِلى بَنِي هَاشِمٍ وهو ليس على مذهب أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ والاستقامةُ فلا قيمةَ له،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2276).