قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّ الشِّراءَ والبيعَ حلالٌ إِذا بِيْعَ في أَسْواق المسلمين على حُكْمِ الكتاب والسُّنَّةِ، من غير أَنْ يدخلَه تَغْرِيْرٌ أَوْ ظُلْمٌ أَوْ غَدْرٌ أَوْ خلافٌ للقُرْآنِ أَوْ خلافٌ للعلم.

**********

﴿قُلۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 84]، فنحن نؤمن بالشَّرائِعِ الإِلَهيَّةِ جميعِها، ونؤمن بأَنَّ اللهَ جل وعلا يشرع لكلِّ وقتٍ ما يناسبُه ثم يَنْسَخُ ذلك بشريعةٍ أُخْرَى تناسب الذين جاؤُوا مِن بعدُ، فلمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم جاءَ بشريعةٍ راسخةٍ إِلى أَنْ تقومَ السَّاعةُ، لا تُنْسَخُ، ولا تُغيَّرُ أَبدًا، صالحةٍ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ.

 نعتقد أَنَّ البيعَ والشِّراءَ حلالٌ، قال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ﴾ [البقرة: 275]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ﴾ [للنساء: 29]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٩فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ١٠﴾ أَيْ: اطْلُبُوا الرِّزْقَ، ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9- 10]، وقال في المساجد: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧﴾ [النور: 36- 37]،، لم يقلْ: لا يبيعون ويتاجرون،

---

الشرح