قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: والكلامُ والجِدالُ والخصومةُ في القَدَرِ خاصةً مَنْهِيٌّ
عنه عند جميع الفِرَق؛ لأَنَّ القَدَرَ سِرُّ الله، ونهى الرَبُّ جلَّ تعالى الأَنْبِيَاءَ
عن الكلام في القَدَرِ، ونهى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن الخصومة في القَدَرِ،
وكَرِهَهُ أَصْحابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم، وكَرِهَهُ التَّابعون،
وكَرِهَهُ العلماءُ وأَهْلُ الوَرِعِ، ونَهَوا عن الجِدال في القَدَر، فعليكَ بالتَّسْليم
والإِقْرارِ والإِيْمانِ، واعتقادِ ما قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في جُمْلة
الأَشْياءِ واسْكُتْ عمَّا سِوى ذلك.
**********
مِن أُصول الإِيْمان وأَرْكانِ
الإِيْمان: الإِيْمانُ بالقضاءِ والقَدَرِ، والقضاءُ والقدرُ هو: ما قضاه اللهُ
وقدَّره في الأَزَلِ من الحوادثِ التي تقع، وكلُّ ما يحدث فإِنَّه لم يحدثْ
اعْتِبَاطًا، أَوْ دون سابقةِ تقديرٍ من اللهِ جل وعلا؛ بل اللهُ سبحانه وتعالى
علم ما كان، وما يكون، ما كان في الماضي، وما يكون في المستقبل، ثم كتب ذلك في
اللَّوحِ المحفوظِ، فـ«أَوَّلُ مَا خَلَقَ
اللَّهُ الْقَلَمَ؛ قَالَ: اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ([1]).
وَكَانَ خَلْقُ القَلَمِ سَابِقًا لِخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بِخَمسِيْنَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشُ اللهِ جل وعلا عَلَى المَاءِ ([2])، ومن هنا أَشْكَلَ على العلماءِ: هل العرشُ مخلوقٌ قبلَ القلم، أَوْ أَنَّ القلمَ مخلوقٌ قبلَ العرش؟ والصَّحيحُ: أَنَّ العرشَ مخلوقٌ قبلَ القلم؛ لأَنَّه وَقْتَ خَلْقِ اللهِ له وأَمْرِه بالكِتابةِ كان عَرْشُه على الماءِ.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (2155)، وأحمد رقم (22705).
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد