×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّ أَوَّلَ مَن يَنْظُرُ إِلى الله تعالى في الجَنَّةِ الأَضْراءُ، ثمَّ الرِّجالُ، ثم النِّساءُ، بأَعْيُنِ رُؤُوْسِهم، كما قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ»، والإِيْمانُ بهذا واجبٌ وإِنْكارُه كُفْرٌ.

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّها لم تكنْ زَنْدَقَةٌ ولا كُفْرٌ ولا شكوكٌ ولا بِدْعةٌ ولا ضلالةٌ ولا حَيْرةٌ في الدِّين إِلاَّ من الكلام وأَهْلِ الكلام والجَدَلِ والمِراءِ والخصومةِ والعجبِ، وكيف يجترئُ الرَّجُلُ على المِراءِ والخصومةِ والجِدالِ، واللهُ تعالى يقول: ﴿مَا يُجَٰدِلُ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَا يَغۡرُرۡكَ تَقَلُّبُهُمۡ فِي ٱلۡبِلَٰدِ[غافر:4]. فعليكَ بالتَّسْليم والرِّضى بالآثار والكفِّ والسُّكوتِ.

**********

 سبق البحثُ في إِثْبات الرُّؤْية، وهذا تأكيدٌ لما سبق، وأَمَّا هذا التَّرتيبُ الذي ذكره المُؤَلِّفُ فيحتاج إِلى دليلٍ.

 هذا سبق بيانُه والتَّحْذيرُ منه.

قوله: «فعليكَ بالتَّسْليم والرِّضى بالآثار والكفِّ والسُّكوتِ» عليك بالتَّسْليم لكلامِ الله وكلامِ رَسُولِه، والكفِّ عن الجَدل والتَّشْكيكِ، فإِنَّك مَنْهيٌّ عن ذلك؛ بل تزيد حَيْرةً. خُذْ بكلامِ الله وكلامِ رَسُولِه واقْتَنِعْ بذلك لتهتديَ وتستريحَ من الوَسَاوِسِ والشُّكوكِ والأَوْهامِ، وتصبح على بصيرةٍ، فاللهُ أَنْزَلَ هذا القُرْآنَ تِبْيانًا لكلِّ شيءٍ.


الشرح