قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: والإِيْمانُ بأَنَّ اللهَ تعالى أَطْلَعَ نبيَّه صلى الله عليه
وسلم على ما يكون في أُمَّتِه إِلى يومِ القيامة.
**********
ويحسن العبدُ ظنَّه بالله خصوصًا عند الموت، قال العلماءُ: إِنَّه في حال
الصِّحَّةِ يُغلِّبُ جانبَ الخوف احْتِياطًا، وعند الموت يُغلِّبُ جانبَ الرَّجاءِ.
لأَنَّه في حال الحياة يَقْدِرُ على العمل والتَّوبةِ والاستغفارِ، لكنْ عند الموت
لا يَقْدِرُ على شيءٍ فيُغلِّبُ جانبَ الرَّجاءِ، ولهذا جاءَ في الحديث: «لاَ يَمُوتُ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ
يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عز وجل » ([1]).
قوله: «فإِنْ رحمه الله فبفضلٍ، وإِنْ
عذَّبه فبذنبٍ» هذا كما سبق أَنَّ اللهَ جل وعلا لا يُنْعِمُ النَّاسَ ولا
يُعذِّبُهم إِلاَّ على أَعْمالِهم ﴿وَلَا
يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا﴾ [الكهف: 49].
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيبَ، ولا أَحَدٌ من المخلوقين يعلم الغيبَ، ﴿قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ﴾ [النمل: 65]، والغيبُ: ما غاب عنَّا، في الماضي وفي المستقبل نحن لا نعلمه، لكنَّ الأَنْبِيَاءَ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ يُطْلِعُهُمُ اللهُ على شيءٍ من الغيب لأَجْلِ مَصْلَحَةِ الدَّعْوةِ إِلى الله سبحانه وتعالى، ومنهم: نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فقد أَطْلَعَهُ اللهُ على شيءٍ من المغيبات فأَخْبَرَ بِها صلى الله عليه وسلم لأَجْل مصلحةِ الأُمَّة، قال تعالى: ﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا ٢٧﴾ [الجن: 26- 27] ﴿إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ﴾ أَيْ: فإِنَّ اللهَ يُطْلِعُهُ على ما يشاءُ سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد