قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّ أَرْواحَ الشُّهداءِ في حواصل طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ
في الجَنَّة، وتَأْوِي إِلى قَنادِيْل تحت العرشِ، وأَرْواحِ الفُجَّارِ والكُفَّارِ
في بِئْرِ برهوت، وهي في سجين.
**********
وكان زمنُ الإِسْراءِ قبلَ الهِجْرة إِلى المَدِيْنَةِ، وصلَّى الصَّلواتِ
الخمسِ في مَكَّةَ عليه الصلاة والسلام.
قوله: «ورجع إِلى مَكَّةَ ليلتَه، وذلك
قبلَ الهِجْرة» ورجع إِلى مَكَّةَ ليلتَه، ولذلك الكُفَّارُ اسَتَغْرَبُوا
هذا، وفَرِحُوا بذِكْرِ هذا الحادثِ من أَجْلِ أَنْ يَتنقصُوا الرَّسُولَ صلى الله
عليه وسلم، ويتهكَّموا به، ويَسْخَرُوا منه، فاللهُ جل وعلا رَدَّ كَيْدِهم
وصَدَقَ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم، وأَنْزَلَ في ذلك القُرْآنَ.
قوله: «واعلمْ أَنَّ أَرْواحَ
الشُّهداءِ في حواصل طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ في الجَنَّة» فإِنَّ الرُّوحَ
التي بها يُحْيى الإِنْسانَ ويتحرَّك ويُدْرِكُ؛ سِرٌّ من أَسْرارِ الله جل وعلا،
لا يعلمها إِلاَّ الله، أَيْ: لا يعلم حقيقتَها إِلاَّ اللهُ جل وعلا، قال تعالى: ﴿وَيَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ
قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا
قَلِيلٗا﴾ [الإسراء: 85]، على أَنَّ المرادَ بالرُّوْحِ هنا: ما
يحيى به الإِنْسانُ والحيوانُ وسائِرُ ذواتِ الأَرْواح، وقيل: إِنَّ المرادَ
بالرُّوح: نوعٌ من الملائِكة. والله أَعْلم.
والرُّوحُ في اللُّغة: تُطْلَقُ ويُراد بها ما به حياةُ ذواتِ الأَرْواح؛ لأَنَّ
الحياةَ على قسمين:
حياةُ حركةٍ، وهذه تكون في ذوات الأَرْواح.
وحياةُ نُمُوٍّ، وهذه تكون في الأَشْجار والنَّباتاتِ، ومنها: حياةُ
الجَنِيْنِ في بطن أُمِّه قبلَ أَنْ تُنْفَخَ فيه الرُّوْحُ، فإِذا نُفِخَتْ فيه
الرُّوْحُ صارتْ فيه رُوْحُ الحركة، أَمَّا قبلَ ذلك ففيه رُوحُ النُّمُوِّ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد