×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: والإيمَان بالرؤيةِ يومَ القِيَامة، يَرَون اللهَ عز وجل بأَعْيُن رُؤوسِهم، وهو يُحَاسبهم بلا حَاجِبٍ ولا تُرْجُمَانٍ.

**********

 بل قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59]، ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ [الشورى: 10].

فيجبُ الرَّدُّ إلى كِتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيُؤخذ ما قَام عليه الدَّليل، ويُترَك ما خَالف الدَّليل، وأما الذِي يَأخذ القَول الذي يُوافق هَواه أو شَهوته ولو خَالف الدلِيل فهذا ضَالٌّ، هذا يعبُد هَوَاه، أما الذي يَعبد اللهَ فَيَأخذ الذِي قامَ عَليه الدَّليل من كِتاب الله وسنَّة رسُوله صلى الله عليه وسلم.

ومن مَسائل العَقيدة المُهِمّة العَظِيمة: إِثْبَات أن المُؤمِنين يَرَوْن رَبَّهم يَوْمَ القِيامة عَيانًا بأَبْصَارهم، كما يَرَوْن القَمَر ليلةَ البَدْر، وكما يَرَوْن الشَّمْس صَحْوًا ليس دُونَها سَحَاب، كما جاءَ في الأحَادِيث الصَّحِيحة، التي تَوَاتَرَتْ في إثبَات رُؤية المُؤمنين لرَبِّهم.

وقد ساقَ الإمَام ابنُ القَيِّم في «حَادِي الأَرْوَاح» الأَحَاديث الوَارِدَة في هذا، وتَوَسَّع في ذَلك بأَسَانِيدها، وهي مُتَواتِرة في إِثْبات أن المُؤمنين يَرَوْن ربَّهم عَيانًا بأَبْصَارهم.

وخالفَ في ذلك أَهْل الضَّلال من الفِرَق الضَّالة كالمُعْتَزِلة ومن ذهبَ مَذْهَبهم، فنَفَوْا الرُّؤْية، وهي مَذكُورة في القُرآن، قالَ تَعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ [يونس: 26]، جاء في «صَحيح مُسلم»: أن الزِّيادة هي: النظرُ إلى وَجْه الله سبحانه وتعالى ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (181).