قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: وكلُّ شيءٍ ممَّا أَوْجَبَ اللهُ عليه الفَناءَ يفنى، إِلاَّ
الجَنَّةُ والنَّارُ والعرشُ والكُرْسيُّ والصُّوْرُ والقلمُ واللَّوحُ، ليس يفنى شيءٌ
من هذا أَبدًا، ثم يبعث اللهُ الخلقَ على ما أَماتَهم عليه يوم القيامة، ويُحاسبهم
بما شاءَ، فريقٌ في الجَنَّةِ وفريقٌ في السَّعير، ويقول لسائِرِ الخلق ممَّن لم يُخْلَقْ
للبقاءِ: كُوْنُوا تُرابًا.
**********
قوله: «وكلُّ شيءٍ ممَّا أَوْجَبَ اللهُ عليه الفَناءَ يَفْنى» قال جل وعلا:
﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦وَيَبۡقَىٰ
وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٢٧﴾ [الرحمن: 26- 27]،
كلُّ الخلقِ يَفْنَوْنَ ولا يبقى إِلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، وفي قوله سبحانه: ﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ﴾ [آل عمران: 185]،
وقولِه سبحانه وتعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ
فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ
ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ﴾ [الزمر: 68] معنى ﴿إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ﴾ قالوا: معناه:
الملائِكةُ أَوِ الحُورُ في الجَنَّةِ واللهُ أَعْلمُ.
فكلُّ الخلقِ يموتون ثم يُبْعثون يومَ القيامة، ﴿ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ١٥ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تُبۡعَثُونَ ١٦﴾ [المؤمنون: 15- 16] فيتذكر المسلمُ الموتَ ويستعدُّ له بالأَعْمالِ الصَّالحةِ، ويسأَل اللهَ حُسْنَ الخاتمة، ويتوبُ مِن السَّيِّئَاتِ، وهذه فَائِدَةُ تَذَكُّرِ الموتِ، إِذا تذكَّر الموتَ فإِنَّه يستعدُّ له، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ، فَإِنَّهُ لاَ يَكُونُ فِي كَثِيرٍ إِلاَّ قَلَّلَهُ، وَلاَ فِي قَلِيلٍ إِلاَّ كَثَّرَهُ» ([1])، فلا ينبغي للمسلم أَنْ يغفلَ عن الموتِ، بل يتذكَّر الموتَ دائِمًا وأَبدًا، ويستعدُّ له.
الصفحة 1 / 260