قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «سَتَفْتَرِقُ
أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً،
وَهِيَ الْجَمَاعَةُ»، قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ
الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي».
**********
مثلاً: كان الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم يمشي مع أَصْحابِه فمَرُّوا
بقبرين قال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ»
([1]) الصَّحابةُ ما
شعروا أَنَّ صاحبيْ هذينِ القبرينِ يُعذَّبان، اللهُ أَطْلَعَ رَسُولَه صلى الله
عليه وسلم على تعذيبِ الميِّتين قال: «إِنَّهُمَا
لَيُعَذَّبَانِ» هذا ممَّا أَطْلَعَهُ اللهُ عليه، وهذا من خصائِص الرُّسُلِ
عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ.
وأَطْلَعَهُ اللهُ على ما يأتي في المستقبل، وأَخْبرنا صلى الله عليه وسلم
عن أَشْراطِ السَّاعة، أَخْبرنا عن الفِتَنِ، من أَجْل أَنْ نُحذِّرَ ونخافَ أَنْ
تُدْرِكَنا هذه الأُمورُ فنكون على بيِّنةٍ، أَخْبرنا لمصلحتِنا، من ناحية
التَّحْذير لأَجْلِ أَنْ نأْخذَ حَذْرَنا، قال صلى الله عليه وسلم: «وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى
ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً» ([2]) هذه خبرٌ منه صلى
الله عليه وسلم أَنَّه سيحصل افْتراقٌ في الأُمَّة، وحصل كما أَخْبَرَ صلى الله
عليه وسلم من أَجْل أَنْ نَثْبُتَ على الحقِّ ولا نذهب مع المخالفين.
قوله: «واعلمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ»» اللهُ جل وعلا أَمَرَنا بالاجتماع على الحقِّ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ﴾ [الأنعام: 159]،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (215)، ومسلم رقم (292).
الصفحة 1 / 260