قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: والإِيْمانُ بأَنَّ الميِّتَ يُقْعَدُ في قبره، وتُرْسَلُ فيه
الرُّوْحُ حتى يسأَلَه مُنْكَرٌ ونَكِيْرٌ عن الإِيْمان وشرائِعِه، ثم تُسَلُّ رُوْحُه
بلا أَلَمٍ.
**********
وقد اضْطَرَبَ المتكلِّمون والفلاسفةُ في حقيقة الرُّوح وعجزوا عن
إِدْراكِها، تخبَّطوا فيها تَخَبُّطَاتٍ كثيرةً وعجزوا عن إِدْراكِها.
قوله: «والإِيْمانُ بأَنَّ الميِّتَ
يُقْعَدُ في قبره» يجب الإِيْمانُ بأَنَّ الميِّتَ يُقْعَدُ جالسًا في قبره،
وتُعَادُ رُوحُه في جسده، ويأتيه ملكان: أَحدُهما مُنْكَرٌ، والآخَرُ النَّكِيْرٌ؛
فيسألانه وهذه هي الفتنةُ في القبر، وهي أَشدُّ ما على الميِّت، إِنْ نَجَا من هذه
الفتنةِ نَجَا ممَّا بعدَها، وإِنْ لم يَنْجُ من هذه الفتنةِ فهو هالكٌ لا نَجَاةَ
له، يسألانه عن ثلاثِ مسائِلٍ؛ مَن ربُّك؟ فالمؤمنُ يقول: ربِّي اللهُ، المنافقُ
يقول: هَا هَا لا أَدْرِي، ثم يقولان له: ما دِيْنُكَ؟ المؤمنُ يقول: دِيْنِي
الإِسْلامُ، والمنافقُ والمُرْتابُ يقول: هَا هَا لا أَدْرِي، ثم يقولان له: مَن
نَبِيُّكَ؟ المؤمنُ يقول: نَبِييِّ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، المنافقُ يقول:
هَا هَا لا أَدْرِي.
فالمؤمنُ: يُوسَّعُ له في قبرِه، ويُفْرَشُ له مِن الجَنَّةِ، ويُفْتَحُ له بابٌ
إِلى الجَنَّةِ، ويأتيه مِن رَوْحِها وطِيْبِها، ويُنْعَمُ في قبره.
والكافرُ والمنافقُ: يُضَيَّقُ عليه قبرُه، ويُفْرَشُ مِن النَّار،
ويُفْتَحُ له بابٌ إِلى النَّار ويأتيه من حَرِّها وسُمُومِهَا.
وهذا معنى قوله: «وتُرْسَلُ فيه
الرُّوحُ حتى يسأَلَه مُنْكَرٌ ونَكِيْرٌ عن الإِيْمان وشرائِعِه».
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد