×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

 وكَذلك العاصِي أو الكافِر لا نَجْزِم أنه من أهلِ النارِ، لأنه قد يتوبُ ونحن لا ندرِي، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا» ([1]).

الأعمالُ بالخَوَاتِيم، والخَوَاتِيم لا يعلمُها إلا اللهُ علاَّم الغُيوب سبحانه وتعالى، لكنَّنا نَخاف على أهلِ المَعاصي ونرجُو لأهلِ الطاعاتِ ولا نجزمُ، بل نرجُو للمُطيعِين ولا نَجْزِم، ونَخاف عَلى العُصَاة ولا نَجْزِم، هذا بالنِّسْبة للمُعيَّنِين، أما بالنِّسْبَة للعُموم: فنَجْزِم أن أهلَ الإيمانِ من أهلِ الجنَّة، ونجزمُ أن الكُفار من أهلِ النارِ.

قالَ الله تَعالى في النَّار: ﴿أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 131]، وقالَ في الجَنة: ﴿أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ [آل عمران: 133] هذا من حيثُ العُموم، أما من حَيث الأفرَاد والمُعَيَّنون فهذا يُوكَل إلى اللهِ سبحانه وتعالى، لكننا نَتعامل معَهم فيما يَظهر، نَتعامل مع أهلِ الطَّاعة فيما يَظهر، ونَتعامل مع أهلِ المَعَاصي فيمَا يَظهر لنَا، نَحكُم على الظَّاهِر فَقط، لا عَلى المَصِير والعَاقِبة فهَذه بيَدِ اللهِ سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3036)، ومسلم رقم (2643).