×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: والإيمانُ بالصراطِ على جهنَّم، يأخذُ الصراطُ من شاءَ اللهُ، ويجوزُ من شاءَ اللهُ، ويَسقط في جهنَّم من شاءَ اللهُ، ولهم أَنْوارٌ على قَدْر إيمانِهم.

**********

 مما يَجْري في يَوم القِيامة: المُرور على الصِّراط كما مَرَّ ذِكره.

والصِّراط في اللُّغة: هو الطَّريق.

والمُراد به هُنا: الجِسْر المَضْروب على مَتْن جهنَّم، وهو دَقِيق جدًّا، أدقُّ من الشَّعر وأَحَدّ من السَّيْف، وأَحَرّ من الجَمْر، يَمُرّ الخَلائق عليه على قَدْر أعمالِهم، تَجْري بهم أعمالُهم، فمَن نَجَا فقد أَفْلحَ، ومن لم يَنْجُ هلكَ.

ومرورُ الناسِ عليه على قَدْر أعمالِهم، فمنهم من يَمُرّ كلَمْحِ البَصَر، ومنهم من يَمُرّ كالبَرْق الخَاطِف، ومنهم من يَمُرّ كالرِّيح، ومِنهم من يَمُرّ كأَجَاوِيد الخَيْل، ومنهم من يَمُرّ كرِكاب الإبلِ، ومنهم من يَعدو عدوًا على قَدَمَيْه، ومنهم من يَمْشِي مَشيًا، ومنهم من يَزْحَف زحفًا، ومِنْهم من يُخْطَف ويُلقَى في جَهنَّم.

وهذا مَذكُور في القُرآن الكَرِيم، وفي السنَّة النبويّة، قالَ تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحۡشُرَنَّهُمۡ وَٱلشَّيَٰطِينَ ثُمَّ لَنُحۡضِرَنَّهُمۡ حَوۡلَ جَهَنَّمَ جِثِيّٗا ٦٨ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمۡ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحۡمَٰنِ عِتِيّٗا ٦٩ثُمَّ لَنَحۡنُ أَعۡلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمۡ أَوۡلَىٰ بِهَا صِلِيّٗا ٧٠وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١ [مريم: 68- 71] يعني جَهنَّم.


الشرح