قال
المؤلِّف رحمه الله: واعلمْ أنه لا طاعةَ لبشرٍ في مَعصية اللهِ عز وجل، ومن كان من
أهلِ الإسلاَم، ولا يشهدُ على أحدٍ، ولا يشهدُ له بعملِ خيرٍ ولا شَرٍّ، فإنك لا تَدرِي
بِمَ يُختَم له عند المَوْت، تَرجو له رحمةَ الله وتَخاف عليه، ولا تَدري ما يسبقُ
له عندَ الموتِ إلى الله مِن النَّدَم، وما أحدثَ الله في ذلك الوَقْت، إذا ماتَ على
الإسلاَم، تَرجو له الرحمَة، وتَخاف عليه ذُنوبه، وما من ذنبٍ إلا وللعبدِ منه توبة.
**********
قوله: «ولا يُقتَل أسيرُهم» لأنهم
مُسلمونَ، وقد حصلَ كَفّ شَرِّهم بأسرِهم وبجرحِهم.
قوله: «ولا يتبعُ مُدبِرهم» إذا
انهزموا يَتركهم وَلِيّ الأمرِ، ولا يَلحقُهم، لأنهم كَفُّوا شَرَّهم.
قوله: «واعلَم أنه لا طاعةَ لبشرٍ في
مَعصية اللهِ عز وجل » هذا استثناءٌ لما سبقَ، لما ذكرَ أنه تَجِب طاعَة
وُلاَة الأمورِ أنها لا تَجِب في كُل شيءٍ، وإنما يُطاعون فيما ليس بمَعصيةٍ، أما
إذا أُمِروا بمعصيةٍ فلا يُطاعون في المَعصية.
وقد جاءَ في الحَدِيث: أن الرسُول صلى الله عليه وسلم أَمَّرَ على سَرِيّة
من الصَّحابة أميرًا؛ فلما سَارُوا في الطريقِ قال لهم: اجْمَعُوا لِي حَطَبًا،
فلما جَمَعُوه قال: أَوْقِدُوه، فلما أَوْقَدُوه قال: ادخلُوا في النارِ، أليس
الرسُول صلى الله عليه وسلم يقُول: «اسْمَعُوا
وَأَطِيعُوا»، فقالَ بعضُهم: نحن ما أَطَعْنَا الرسُول إلا فرارًا من النارِ
فكيف ندخُل فيها؟! فامتنعُوا من الدخُول فيها.
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد